اخبار لبنان
موقع كل يوم -جريدة اللواء
نشر بتاريخ: ٢٤ تموز ٢٠٢٥
شهرزاد... أرمقك خلف غبار السنين باحثة عن حكايا بعد حكايا ثورة الربيع العربي... تُثرين بها حكاياكِ العجيبة، التي ينتظرها شهريار وهو ممدَّد يستحثّك على المزيد... بعد أن شعر بالأمان؛ إذ لن يطوله من يعبث بكرسيه, فقد أدرك أنَّ ثورة الشعوب العربية في ذاك الربيع المهوم ذهبت أهدافها أدراج الرياح.. إذ ما كانت سوى ومضة أمل لدى الشعوب المقهورة للإطاحة بالطغاة.. حالما انطفأ بريقها... بل أُخمد أوارها.
وماذا بإمكانك أن ترويه وقد غابت عن المشهد الشعوب التي شكّلت حكاياهم تراث حكاياكِ.. وامتلأت الآفاق العربية بصورٍ لرموز سياسية.. غربية؛ بعيدة عنك كل البُعد.. وعربية هم على اختلاف جنسياتهم من أجنبية وعربية تابعون.. كمُّوا أفواه شعوبهم بعد أن كُمَّت أفواههم وتم نزع ضمائرهم!!!!
أراكِ تنظرين في المدى تترقّبين حكايةً عابرةً من حكايا ألف يوم ويوم هذا الزمن. هل تذكرين يا شهرزاد نداء استغاثة الشعوب.. «الشعب يريد اسقاط النظام»... وقبلاً تلك الأناشيد الحماسية التي تستحثُّ الشعوب على الوقوف بوجه الطغيان بعد أن غدت العروبة زائرٌ راحل... وذلك بعد أن أصبح لليهود مواطئ أقدام - واليوم هم في جهدٍ حثيث في العمل على أن تندثر موطئ قدم الفلسطينيّ - تلك الأنشودة كم نحن بحاجة إلى أن يتردّد صداها اليوم... «أخي جاوز الظالمون المدى... فحقَّ الجهاد وحقَّ الفدا...أنتركهم يغصبون العروبة مجد الأبوَّة والسؤددا؟.. وليسوا بغير صليل السيوف... يجيبون صوتاً لنا أو صدا... فجرِّد حسامك من غمده... فليس له بعد أن يغمدا... أخي قمْ إلى قبلة المشرقين... لنحمي الكنيسة والمسجدا... فلسطين تحميك منّا الصدور... فإمّا الحياة وإمّا الردى..»[...]
ما عساكِ تحكين يا شهرزاد من حكايا عند سماعك تلك الأنّات حزناً على القدس.. «مرّيت بالشوارع.. شوارع القدس العتيقة»..
أراكِ ودموعك تسيل على خدّيك بصمت... تنظرين نظرة حيرة وتساؤل... ما الذي يجري.. وأين العرب؟!!، وفلسطين موؤل الفؤاد.. وقدسها قدس الأقداس... تتساءلين يا شهرزاد وشهريار يغطُّ في نومٍ عميق... فهذا أمرٌ لا يعنيه... وماذا بعد... أروي لكِ ذلك عسى تردّدين تلك الأناشيد ويردّدها معك... الأطفال والشباب والشيوخ... والوديان والوهاد... يردّدها الزمن عسى تصحو الضمائر.. ويستعيد العرب عروبتهم... وعسى أن تبقى فلسطين العربية وقدسها.. حقيقة خالدة إلى الأبد..
ضحى الخطيب