اخبار العراق
موقع كل يوم -المسلة
نشر بتاريخ: ١٤ تموز ٢٠٢٥
14 يوليو، 2025
بغداد/المسلة: ارتفعت حرارة الجلسة البرلمانية العراقية قبل أن تبدأ فعليًا، حين اشتعلت مشادة كلامية بين رئيس مجلس النواب محمود المشهداني ونائبه الأول محسن المندلاوي، في أعقاب تصريحات وصفها عدد من النواب بأنها 'مسيئة للعراق'، ما دفع برئيس الجلسة إلى رفعها وسط توتر سياسي جديد يعكس هشاشة المشهد النيابي في البلاد.
وتفجرت الأزمة إثر تصريح أطلقه المشهداني في حوار شتم فيه العراق ثم قال في خلال جدل مع نائب رئيس البرلمان محسن المندلاوي : 'أنا من أسس النظام السياسي في العراق وبكيفي'، ثم تابع بكلمة نابية رداً على اعتراض المندلاوي، الذي حاول الاتصال به دون جدوى، قبل أن يُرسل إليه وسيطًا ليستفسر عن التصريحات. ولم يتردد المشهداني في إظهار موقفه المتعنت، رافضًا الاعتذار أو التراجع، ما فتح بابًا جديدًا للتراشق السياسي.
وأشعل تصريح المشهداني انتقادات داخلية من كتل برلمانية عدة، أبرزها كتلة رئيس البرلمان الأسبق محمد الحلبوسي، التي هاجمته بشدة على لسان النائب محمد نوري، مطالبًا بإقالته، ومشككًا في سلامته العقلية. وأضاف نوري أن المشهداني وصل للمنصب بفضل دعم كتلته بعد شغور المنصب لفترة طويلة، معتبرًا أن سلوكه لا يليق برجل في موقع سيادي بهذا الحجم.
وأكد النائب المستقل حسين عرب موقفه من الأزمة بقوله: 'لن أكون في صف إقالة المشهداني، ومن يظن أنه قادر على ذلك فهو واهم.. البرلمان ليس مكانًا للمسرحيات'. واعتبر عرب أن التصرفات الأخيرة لا تعبر فقط عن انفعالات فردية، بل تُظهر تدهوراً في آداب الخطاب السياسي، وانهيارًا في ثقة النواب بأنفسهم قبل ناخبيهم.
واستعرت التعليقات على وسائل التواصل الاجتماعي أيضًا، حيث كتب أحدهم: 'رئيس البرلمان يهين العراق صراحة.. أي دولة تسمح بهذا؟'، بينما غرّد آخر ساخرًا: 'بكيفه يهين العراق.. بكره نسمع (بمزاجي أبيع البلد)!'، وهو ما يعكس اتساع الفجوة بين المواطن والنخب البرلمانية.
وتعزز هذه الأزمة المزمنة فكرة أن البرلمان العراقي بات رهينة سلوكيات لا ترتقي إلى مستوى تمثيل الشعب، إذ لطالما أثار المشهداني الجدل بتصريحات اعتُبرت في أوقات سابقة تهكمًا على الدولة نفسها، إذ قال في عام 2010: 'جئنا مقاولين نريد نفلش العراق'، ما اعتبره مراقبون نذيرًا لما نعيشه اليوم من انهيارات سياسية متكررة.
وأعاد المشهداني بسلوكه الأخير طرح السؤال المؤلم: من منح الثقة لرجل بهذا النهج؟ وكيف تمر مثل هذه المواقف دون مساءلة قانونية أو ضوابط أخلاقية تحكم المناصب السيادية؟ ورغم المطالبات باستقالته أو إقالته، إلا أن المشهداني لا يزال في موقعه، بينما الجلسات تتعطل، والثقة تُهدر، والصورة تتآكل أمام العراقيين.
About Post Author
Admin
See author's posts