اخبار لبنان
موقع كل يوم -الهديل
نشر بتاريخ: ٢٨ تشرين الأول ٢٠٢٥
تشهد مدن ألمانيا في الوقت الحالي موجة واسعة من عمليات إعدام الطيور، بعد انتشار كبير لفيروس H5N1 المعروف بإنفلونزا الطيور. ووفق المعلومات، نفذت السلطات الألمانية عمليات إعدام لما يقارب 400 ألف طائر في عدد من مزارع الدواجن، في واحدة من أكبر موجات التفشي التي تشهدها البلاد منذ عام 2021.
ويُعد فيروس إنفلونزا الطيور مرضًا شديد العدوى وغالبًا ما يكون قاتلًا لأنواع مختلفة من الطيور البرية والدواجن، فيما تشير تقديرات الخبراء إلى أنه لا يشكل خطرًا مباشرًا على صحة الإنسان.
الجدير بالذكر أن فيروس H5N1 تم اكتشافه لأول مرة عام 1996، ومنذ عام 2020 ارتفع عدد حالات التفشي بشكل ملحوظ بين الطيور، كما سُجلت إصابات متزايدة لدى بعض الثدييات مثل الأبقار الحلوب، حيث تؤدي العدوى في معظم الحالات إلى نفوق الطيور المصابة.
وفي أحدث التطورات، أعلنت وزارة الزراعة في مدينة شتوتغارت، عاصمة ولاية بادن-فورتنبرغ، عن إعدام نحو 15 ألف طائر في إحدى مزارع الدواجن بمقاطعة ألب-دوناو، بعد تأكيد معهد فريدريش-لوفلر لأبحاث صحة الحيوان تفشي فيروس إنفلونزا الطيور عالي الضراوة من النمط الفرعي H5N1. وقد تم إغلاق المزرعة فور الاشتباه بالإصابة، فيما أكدت الوزارة أن عمليات الإعدام تُنفذ وفق معايير الرفق بالحيوان، مع نقل الجثث إلى منشآت متخصصة للتخلص من الحيوانات النافقة، إضافة إلى تحديد منطقة حماية بقطر 3 كيلومترات ومنطقة مراقبة بقطر 10 كيلومترات حول المزرعة.
خلال الأسبوعين الماضيين، تصاعدت حالات التفشي في مزارع الدواجن والطيور البرية. ففي ولاية براندنبورغ، تم رصد إصابة في مزرعة ديوك رومية بمقاطعة بوتسدام-ميتلمارك، ما استدعى إعدام نحو 6200 طائر، كما تم إعدام حوالي 2900 بطة في مزرعة بمقاطعة ماركيش-أودرلاند قبل أيام قليلة.
وشهد الخريف الحالي أيضًا زيادة غير مسبوقة في نفوق الطيور البرية، حيث نفق نحو 2000 طائر كركي أثناء هجرتها نحو الجنوب، من بينها حوالي 1000 طائر في شمال براندنبورغ، وأكثر من 500 طائر عند أحد السدود بين تورينغن وسكسونيا-آنهالت، وأكثر من 100 طائر في منطقة بحيرات مكلنبورغ.
ونقلت وسائل إعلام ألمانية عن معهد فريدريش-لوفلر أن نحو 30 من مربي الدواجن التجاريين اضطروا حتى الآن لإعدام طيورهم بعد تفشي الفيروس، موضحًا أن التقديرات الأولية تشير إلى إعدام ما يقارب 400 ألف دجاجة وبطة وإوزة وديك رومي للحد من انتشار العدوى.
وفي هذا السياق، صرحت رئيسة المعهد، البروفسورة كريستا كون، قائلة إن أرقام هذا العام تقترب من تلك المسجلة في عام 2021، الذي شهد أكبر انتشار لإنفلونزا الطيور في ألمانيا، مؤكدة أن من غير الممكن التنبؤ بكيفية تطور الوضع، لكن المؤشرات تدل على احتمال زيادة في حالات التفشي خلال الأسابيع المقبلة.
ويُرجع الخبراء هذه الموجة الجديدة من العدوى إلى الطيور البرية المهاجرة التي تتوقف في ألمانيا أثناء رحلتها نحو الجنوب لقضاء الشتاء، والتي تنقل الفيروس معها. ومع أن إنفلونزا الطيور تنتشر في ألمانيا على مدار العام، إلا أن موسم الهجرة في الخريف عادة ما يؤدي إلى ارتفاع واضح في معدلات الإصابة، ويبدو أن موجة العدوى الحالية قد بدأت هذا العام في وقت أبكر من المعتاد.











































































