اخبار لبنان
موقع كل يوم -أي أم ليبانون
نشر بتاريخ: ٢٨ أيار ٢٠٢٥
كتبت وفاء بيضون في 'اللواء':
قبل أيام كانت الأنظار تشخص نحو مطلع الأسبوع الحالي بانتظار زيارة كانت قد روّجت لها العديد من وسائل الإعلام المحلية والخارجية.
إلّا أن الموعد تأجّل لأسباب كثرت حولها التحليلات لجهة ارتباطها تارة بعدم نضوج ملف لبنان الذي ستحمله نائبة المبعوث الأميركي إلى الشرق الأوسط «مورغن أورتاغوس» ولا سيما أن تطورات كثيرة أحاطت بالمنطقة بعد زيارة الرئيس الأميركي «دونالد ترامب»، ولقاءاته مع قادة العرب ومن بينهم الرئيس السوري «أحمد الشرع». هذا بالإضافة إلى ما يرتبط بملف مفاوضات النووي بين «واشنطن وطهران».
زيارة المبعوثة الأميركية دفعت العديد من المراقبين لطرح الأسئلة حول مضمون ما سيبحث، بدءاً بحصر السلاح بيد الدولة اللبنانية، وخاصة «سلاح المخيمات» الذي تم التوافق عليه بين لبنان والرئيس الفلسطيني «محمود عباس» في زيارته الأخيرة لبيروت، وصولاً إلى إمكانية إعادة طرح مسألة اللجان المدنية، وهو ما قد لا تقبل به أطراف لبنانية، التي تشدّد على الاحتكام إلى اتفاق الهدنة عام 1949، وفق المصادر.
أورتاغوس، وفي العديد من تصريحاتها تقارب المشهد اللبناني من بوابة ما يتم إنجازه، خاصة ما يتعلق بتطبيق القرار 1701 وسلة الإصلاحات المطلوبة، ومنها التشكيلات العسكرية والأمنية والقضائية التي لم تكن واشنطن بعيدة عن تسمياتها للعديد منهم؛ وتقول ان لبنان أنجز الكثير منذ تولي العماد جوزاف عون رئاسة الجمهورية، إذ انه أنجز في ستة أشهر ما لم ينجز في 15 عاما، وهذا ما استوقف المراقبين حول ماهية هذه الانجازات ودلالاتها المرتبطة بخريطة طريق «الشرق الأوسط الجديد».
وتشير المصادر إلى أن «الولايات المتحدة الأميركية» دعت إلى النزع الكامل لسلاح «حزب الله» على كامل الأراضي اللبنانية، وليس فقط في «جنوب الليطاني» وهذا ما يصطدم بآلية تنفيذه بعد وضوح كلام الرئيس عون من أن هذا الأمر مرتبط بحوار ثنائي بين الرئاسة اللبنانية والحزب، ومن ثم مقاربته ضمن استراتيجية دفاعية وطنية انسجاما مع خطاب القسم.
وترى المصادر: «أن لبنان يسير على خطى ثابتة وتتلاءم مع واقعه الداخلي وما عبّر عنه الرئيس عون أخيراً ينسجم مع ذلك، حين أعلن أن حصر السلاح في يد الدولة سيكون بالحوار ومن دون تسرع أو مواجهة منعًا لتعريض لبنان لأية خضة هو بالغنى عنها».
من هنا تلفت المصادر إلى أنه «رغم التغيّرات السياسية في المنطقة، فبعض المسائل مرتبطة بتطورات المفاوضات الأميركية – الإيرانية، وتحديداً لناحية الحزب وجزء من سلاحه بعد مراوحة محادثات سويسرية على وقع هبّات، تارة باردة وطورا ساخنة، بانتظار تصاعد الدخان الأبيض أو الأسود من نتائجها».
لذلك تبقى العديد من الإشارات ترتسم، وفي المقلب الآخر وخاصة لدى الجيش الاسرائيلي حيث تعتبر المصادر: «أنه يجب ممارسة بعض الضغوط على العدو الإسرائيلي لوقف الاعتداءات والانسحاب من المواقع التي ما زال يحتلها، تطبيقا لاتفاق وقف إطلاق النار، على قاعدة عدم المضي بمنطق الكيل بمكيالين، إذ ان العديد من تفاصيل نضوج الورقة الأميركية إذا ما كتب لها النجاح في لبنان، تمرّ أولا بلجم الاحتلال ومساعدة لبنان في حماية سيادته. وإلّا فان «أورتاغوس تنفخ في قربة مثقوبة وتعمل على تمديد التوتر خلاف ما تدّعيه إدارتها من حرص حقيقي على لبنان».