اخبار لبنان
موقع كل يوم -ليبانون ٢٤
نشر بتاريخ: ١٦ أيار ٢٠٢٥
تميّز اليوم الثاني من فعليات معرض بيروت العربي الدولي للكتاب الـ 66 بالكثير من الندوات وحفلات تواقيع الكتب، إلى جانب النشاط الترفيهي الخاص بالأطفال، وزيارات طلاب الجامعات والمعاهد والمدارس الذين وصل عددهم اليوم إلى حوالي 1000 طالب من 25 مدرسة ومعهد وجامعة من مناطق مختلفة من بيروت والجنوب وجبل لبنان والشمال، إضافة إلى زحمة من الزوار.
رواد نهضويون من طرابلس
نظم النادي الثقافي العربي ندوة عن إصدار 'رواد نهضويون من طرابلس'، شارك فيها كل من مصطفى حلوة وجمانة الشهال وأدارها الكاتب والناشر سليمان بختي،حيث تناول المتحدثون سِيَر عدد من الأعلام الطرابلسيين الذين أسهموا في النهضة الفكرية والثقافية والاجتماعية، وكان لهم أثرٌ واضح في صناعة الوعي الوطني والعربي من طرابلس إلى سائر المدن اللبنانية.
استعرضت الندوة محطات بارزة من حياة هؤلاء الرواد، وسلطت الضوء على مساهماتهم في ميادين الصحافة والتعليم والنضال الاجتماعي، وسط حضور نوعي من المهتمين بالشأن الثقافي والتاريخي للمدينة، وعدد من الباحثين والإعلاميين،
كما وشكّلت الندوة فرصة لاستعادة الذاكرة الجماعية في مكانة طرابلس كمنارة فكرية في لبنان والعالم العربي، وما قدّمه أبناؤها من إنتاج معرفي وإنساني يُستحق إعادة قراءته في الحاضر.
الذكاء الاصطناعي والتربية
نظم 'النادي الثقافي العربي'، ومكتب اليونسكو في بيروت ندوة عن إصدار 'الذكاء الاصطناعي والتربية'، شارك فيها كل من ميسون شهاب والنائب سليم الصايغ وهيام اسحق، وناقشت الندوة 'الذكاء الاصطناعي في التعليم في المنطقة العربية: بين الحوكمة، التعلم الرقمي، ورؤية الشباب'. واختُتمت الندوة بمداخلات شبابية أكّدت ضرورة إشراك الجيل الجديد في صياغة السياسات التعليمية المستقبلية، مع توافق عام على أن الذكاء الاصطناعي ليس بديلاً عن المعلم، بل شريك في بناء تعليم أكثر عدالة وابتكارًا.
أمسية شعرية
نظم 'النادي الثقافي العربي'، ومعهد العالم العربي في باريس أمسية شعرية أحياها الشاعر العراقي شوقي عبد الأمير الذي قدم ديوانه الجديد 'أحجار تفضح الصمت'. أدار الأمسية الشاعر اللبناني محمود وهبة، الذي استعرض مسيرة عبد الأمير الشعرية، متحدثًا عن لغته وأسلوبه الذي يجمع بين المرارة العراقية واليوميات الصعبة، ما يضفي على قصائده طابعًا من الغرابة والحيرة.
همس الرحيل
نظم 'دار الفارابي' ندوة عن كتاب 'همس الرحيل' للمؤلفة غنوة الدقدوقي، شارك فيها كل من الكاتبة هدى عيد، سالم المعوش، الشاعر نبيل الحاج، الشاعر يوسف لحود والفنان نبيل سعد.
أدار الندوة يقظان التقي، الذي بدأ كلمته بتعريف الشعر كجوهر ونص مفتوح مع نبذة عن غنوة الدقدوقي الذي وصفها بالمرأة القوية المخضرمة.
الكاتبة عيد أكدت قوة النساء مستعينة بجملة 'وان دمروني بانفجار وغارة سأصنع من اشلائي سندا وقوة'، ومن ثم قرأت قصيدة 'انا بيروت'.
وكانت كلمة للنائب بهية الحريري، شكرت خلالها كل من حضر هذه الندوة وساعد في كتاب همس الرحيل.
الدكتورة الدقدوقي استعانت ببيت شعر لمحمود درويش 'فوقفت على ناصية الحلم أحارب'.
حتى ينجو الوطن
نظم مركز الامام موسى الصدر ندوة بعنوان 'حتى ينجوالوطن'، أدارها نائب رئيس الحكومة الدكتور طارق متري وشارك فيها كل من المونسينيور عبدو أبو كسم وطلال عتريسي. أفتتحت الندوة بكلمة ترحيب لنجل الإمام السيد صدر الدين الصدر قال فيها: 'نجتمع اليوم في ندوة حتى ينجو الوطن)، وهي مبادرة استوحاها زميلاتي وزملائي في مراكز الأبحاث ضمن مشروع 'في ذاكرة الوطن)، وفاءً لذاك الاعتصام التاريخي الذي مضى عليه أكثر من خمسين عامًا.هذه الندوة تمثّل منطلقًا حيويًا لاستكشاف كيف يمكن للذاكرة أن تلهم حلولًا مبتكرة، وترسم ملامح الغد الذي نطمح إليه'...
الأب أبو كسم عرف الإمام المغيّب موسى الصدر، بخطابه التوحيدي، وسعيه الدائم إلى الحوار والمصالحة بين الطوائف، التي اعتبرها نعمة، في حين رأى أن الطائفية نقمة، وبخاصة في زمنٍ كانت البلاد تتجه فيه إلى الحرب والانقسام.
وأشار إلى أن الإمام 'خاض تجربة فكرية وسياسية إصلاحية مبكرة في لبنان، ما زالت آثارها حاضرة في الخطاب الوطني. لو كان بيننا اليوم، لما كنا نناقش مسائل كالمناصفة في بلدية بيروت، لأنه كان يؤمن بالعدالة الشاملة والمواطنة. واجه الإقطاع السياسي، وقدم نموذجًا جديدًا يجمع بين الدين والحياة، ورفض الانخراط في الصراع المسلح. ومن أبرز مبادراته في المصالحة الوطنية، أسس خطاب الوحدة اللبنانية، مؤكدًا أن التعدد الطائفي ليس خطرًا، وإنشاء المجلس الإسلامي الشيعي الأعلى عام 1969، وجعله مقرًا للطائفة ومنبرًا للحوار الوطني، وتأسيس هيئة نصرة الجنوب، وضمّها شخصيات من كل الطوائف، كالمطران خريش والمفتين والزعماء السياسيين، بهدف التصدي للعدوان الإسرائيلي والحفاظ على وحدة الصف،وقيادة مبادرات إصلاحية واضحة، ورفض للانجرار إلى الحرب، وتأسيس حركة أمل، أفواج المقاومة اللبنانية، كحركة وطنية لا طائفية، وتعزيز كرامة الإنسان والدعوة إلى الدولة المدنية، وإعتبار أن لبنان بلد متعدد الطوائف ويجب أن يكون نموذجًا للشرق والغرب في الوحدة ضمن التنوع'.
الدكتور طلال عتريسي رأى أن الحديث عن الإمام الصدر 'ليس مجرد استذكار لذكراه، بل هو ضرورة ملحّة لفهم واقعنا اللبناني الراهن. خلال الحرب الأهلية، كان الإمام يسلك طريقًا مختلفًا، فكرّس الرفض للانجرار إلى العنف، وكانت مبادراته تستند إلى رؤية فكرية شاملة، لا إلى مصالح سياسية'.