اخبار لبنان
موقع كل يوم -إذاعة النور
نشر بتاريخ: ٢٧ تشرين الثاني ٢٠٢٥
لم يكن قرار وقف إطلاق النار الذي دخل حيز التنفيذ في مثل هذا اليوم من العام الماضي مشابها لاسمه ووصفه.
فلا نار الاعتداءات 'الإسرائيلية' توقفت ولا قرار خطّ سطوره رعاة دوليون نُفذ إلا من جانب واحد، ولكن الخرق في هذا المشهد السودوي رسمه أبناء الجنوب اللبناني الذين كانوا على قدر الرهان مرة جديدة حين أسقطوا مشاريع التهجير والترحيل بعد جريمة التفجير والتدمير، فكانت صورة ركام المنازل أقل قسوة من تركها والنزوح عنها.
فمنذ إعلان قرار وقف إطلاق النار وانتهاء تمديد مهلة الستين يوماً، بدل حلول الهدوء نفذت قوات الاحتلال آلاف الخروقات للقرار من خلال سلسلة واسعة من التوغّلات على امتداد بلدات الحافة الأمامية نفذت خلالها عمليات تفجير وأحراق لمئات المنازل واحتلت مناطق وصلت إلى حدود النسق الثاني من القرى الأمامية، في مشهدٍ عدواني لم يحقّقه العدو طيلة أيام المواجهات والتصدي البطولي للمقاومين، وحقّقه تحت مظلة قرار وقف إطلاق النار وتحت أعين رعاة القرار مقابل عجز رسمي لبناني عن منع هذا الاحتلال.
وبعد انسحاب قوات الاحتلال من معظم المنطقة الحدودية وإبقائها على خمسة مواقع عسكرية داخل الأراضي اللبنانية وخلقها مناطق أمنية عازلة عن الحدود وعودة مئات العائلات إلى بلدات الحافة الأمامية، رغم أنف العدو، ارتفعت وتيرة الاعتداءات بدل أن تتراجع، فالقصف المدفعي ظل يطال الأحراج ومحيط القرى والتوغلات استمرت لتجريف الأراضي ونسف بيوت إضافية فيما عاد الطيران الحربي ليكثف غاراته واستمرت المسيارات الهجومية في استهداف السيارات والدراجات النارية موقعة عدداً كبيراً من الشهداء والجرحى على طرقات الجنوب، فيما تواصل المحلقات الصغيرة ملاحقة المواطنين والحفارات في القرى الحدودية، ولا تزال حتى اليوم. يجري كل ذلك في ظل انكفاء الدولة عن أداء واجبها في حماية المواطنين والبدء بإعادة إعمار القرى المدمرة.











































































