اخبار لبنان
موقع كل يوم -جريدة الأنباء
نشر بتاريخ: ١٤ كانون الأول ٢٠٢٥
بيروت عامر زين الدين
تتجه الأنظار في استحقاق الانتخابات النيابية المقبلة إلى أحد أقضية محافظة النبطية حاصبيا، كواحد من الأقضية الذي سيشهد معركة انتخابية بارزة، خصوصا بالنسبة إلى المقعد الدرزي الوحيد على مستوى المنطقة ككل، والذي يشغله اليوم النائب فراس حمدان.
تصريحات رئيس الحزب «التقدمي الاشتراكي» السابق وليد جنبلاط الأخيرة حول الانتخابات، وبمعزل عما أثاره حول إمكانية تأجيل الانتخابات من شهر مايو 2026 إلى يونيو أي لمدة شهرين، بسبب تزامن الاستحقاق مع شهر رمضان المبارك، وذلك تسهيلا، برأيه، لمشاركة المغتربين وانتظام العملية الانتخابية، لم يبدل من الخريطة الانتخابية التي يجري تركيبها بين الأقطاب الأساسيين.
وبحسب معلومات لـ «الأنباء»، فإن جنبلاط ومعه رئيس الحزب «الديموقراطي اللبناني» طلال ارسلان اتفقا مع رئيس مجلس النواب نبيه بري، على التحالف الانتخابي النيابي كما حصل في الدورات السابقة، على ان يتم لاحقا اختيار الاسم الدرزي المقترح من قبلهما، والذي سيكون إسما توافقيا مع بري أيضا.
عندما شغل النائب السابق أنور الخليل الموقع لعدة دورات انتخابية بدءا من العام 1991 والى حين حلول حمدان في الدورة الاخيرة عام 2022، قضى الاتفاق بأن يكون الخليل ضمن كتلة بري (التنمية والتحرير)، ولكن في القضايا الدرزية الداخلية يكون محسوبا على جنبلاط. وعلى هذا الأساس كان مشاركا بفعالية في قانون تنظيم مشيخة العقل عام 2006، الذي وحد بإجماع نواب الطائفة مشيخة العقل وانتخاب الشيخ نعيم حسن، بخلاف ما كان يريده ارسلان الذي كان خارج الندوة النيابية وقتذاك، وذهب لتعيين شيخ عقل من درتة خلدة هم الشيخ نصر الدين الغريب.
اتفق الزعيمان الدرزيان ان يعود لأرسلان تسمية مقعد حاصبيا الذي لم يصل اليه مرشحه في الدورة الاخيرة (الوزير السابق مروان خير الدين)، علما ان الخليل كان عزف عن الترشح، وكذلك اتفقا على أحد المقعدين الدرزيين في عاليه اللذين يشغلهما النائبان أكرم شهيب (اشتراكي) ومارك ضو (تغيير) الذي فاز على ارسلان. كما اتفقا على وجهة المعركة، وقد حدد جنبلاط معالمها، ومنها وقوف حمدان وضو على الضفة المقابلة إزاء احداث مدينة السويداء السورية.
وعليه، سيخوض جنبلاط وارسلان معركة مشتركة في كل من قضاءي حاصبيا وتنسيقية في عاليه. في الأولى يتبنى جنبلاط ترشيح خير الدين، وفي الثانية لا يرشح جنبلاط درزيا ثانيا بوجه ارسلان. وفي هذا السياق وبات شبه واضح ان رئيس الحزب «التقدمي الاشتراكي» النائب تيمور جنبلاط يعتزم ترشيح مفوض الداخلية في الحزب يوسف دعيبس ـ شميط مكان النائب أكرم شهيب، كواحد من جيل الشباب، وبالتالي ستكون المواجهة قوية بين أرسلان وضو، الذي يقوم باتصالات حثيثة لتشكيل لائحة ثالثة قوية.
معلوم ان تحالف «الاشتراكي» ـ «القوات اللبنانية» سيقابله تحالف بين ارسلان و«التيار الوطني الحر». ويبقى موقف رئيس حزب «التوحيد العربي» برئاسة الوزير السابق وئام وهاب، و«قوى التغيير» غير محسوم حتى الآن.
المقعد الدرزي في حاصبيا سيكون ضمن دائرة تضم 4 أقضية في محافظة وقضاء النبطية وبنت جبيل ومرجعيون اضافة إلى حاصبيا، علما ان القضاء الأخير يحوي 20 بلدة، تحالف فيها «الاشتراكي» و«الديموقراطي» و«السوري القومي الاجتماعي» في الانتخابات البلدية والاختيارية الأخيرة. ويبلغ عدد ناخبي القضاء أكثر من 45 الف ناخب وناخبة من مجموع نحو 423 الفا على صعيد المحافظة ككل، بحسب القوائم الرسمية للدورات السابقة.
الاستحقاق البلدي الأخير طغى عليه الطابع العائلي بين المتنافسين في البلدات المختلطة طائفيا، ونتج عنه تصدعات طائفية وحزبية وسياسية على مستوى قضاءي حاصبيا ومرجعيون، بعدما انخرطت الأحزاب، وبينها أيضا «تيار المستقبل» والنائب حمدان، الأمر الذي يضع مكانا للتساؤل عن تأثير نتائج الاستحقاق البلدي على الانتخابات النيابية لدورة 2026، واحتمالية تكرار خرق لائحة الثنائي الشيعي في مرجعيون – حاصبيا من قبل النائبين حمدان والياس جرادي من عدمها.











































































