اخبار لبنان
موقع كل يوم -ام تي في
نشر بتاريخ: ١٤ تشرين الثاني ٢٠٢٥
ترقّب لبنان قرار القضاء البلغاري، يوم الإثنين الماضي، بخصوص تسليم لبنان المواطن الروسي - القبرصي إيغور غريتشوشكين، مالكَ سفينة روسوس المرتبطة بانفجار مرفأ بيروت والتي نقلت شحنة نيترات الأمونيوم، إلا أن الإجراء كان مفاجئاً بإرجاء الجلسة.
جاء قرار القضاء البلغاري بالتزامن مع زيارة رئيس الجمهورية جوزاف عون، إلى صوفيا، حيث أكد بعد لقائه نظيره البلغاري رومن راديف أهمية التعاون القضائي والجنائي بين البلدين، خصوصاً في ملف انفجار المرفأ، مشدداً على أن لا تراجع عن تصميمنا على كشف ملابسات هذه القضية وجلاء حقيقتها.من حيث الشكل، يقول القضاء البلغاري انه يحتاج إلى ضمانات، ولم تكف على ما يبدو زيارة الرئيس عون لإعطاء الملف دفعاً إيجابياً. وأوضحت ناطقة بإسم محكمة صوفيا أن القضاة البلغار اتخذوا هذا القرار لرؤيتهم أن تصريحات السلطات اللبنانية في هذا الشأن مبهمة جداً.وتطالب بلغاريا لبنان أن يؤكد عدم تطبيقه عقوبة الإعدام بحق غريتشوشكين، الذي أوقف في مطار صوفيا، في 5 أيلول الماضي، بموجب نشرة حمراء من الإنتربول.أما من حيث المضمون، فيبدو الموقف البلغاري غير مفهوم بعض الشيء.. فهل من خلفيات وحيثيات أخرى للقضية؟
يوضح الصّحافي المتخصّص في الشؤون الأمنيّة والقضائيّة يوسف دياب، في حديث لموقع mtv، أن هذا التأجيل هو الثالث بقرار من محكمة الاستئناف في بلغاريا، التي لم تعلّل سبب قرارها الأخير.وفيما يعتبر دياب أن هذا الإجراء بتأخير إطلاق سراح غريتشوشكين قد يكون إيجابياً للبنان، يرى أن المفاجئ بالموضوع أنه حتى الآن لم تقبل السلطات البلغارية تسليمه للدولة اللبنانية لأنها تريد تعهداً بعدم تطبيق عقوبة الاعدام بحقه وفق قولها، رغم أن الجرم المدّعى فيه على جميع المتهمين في تفجير المرفأ لا تنص على عقوبة الإعدام، والعقوبة القصوى للإحتمال القصدي للقتل لا تنصّ على الإعدام إلا اذا تبيّن في التحقيقات أن هناك عملاً إرهابياً، فيختلف حينها التوصيف الجرمي.من جهة أخرى، يلفت دياب أيضاً إلى أنه من غير المفهوم لماذا لا يعطي البلغاريّون المحقق العدلي القاضي طارق البيطار الإذن للذهاب إلى بلغاريا واستجوابه هناك. وكأن هذا الواقع يدلّ على كباش سياسي بين لبنان من جهة وروسيا من جهة أخرى، كون المطلوب هو مواطن روسي، وربما تكون لدى موسكو رغبة باسترداده.لكن دياب يشير إلى أن بلغاريا جزء من الاتحاد الأوروبي ويُفترض أن تستجيب لطلب لبنان أكثر من طلب روسيا، لكن لا أدري إذا كانت هناك وسائل ضغط معينة من روسيا على بلغاريا تؤخّر تسليمه أو استجوابه من القضاء اللبناني في بلغاريا. لم تحصل النيابة العامة التمييزية اللبنانية بعد على الأسباب أو التبريرات لعدم تسليمه كما استمرار توقيفه في الوقت نفسه، وفق دياب، رغم أن القضاء اللبناني أنجز الملف الكامل تجاوباً مع طلب القضاء البلغاري.
تستمر العراقيل الداخلية والخارجية أمام مسار العدالة والحقيقة في انفجار الرابع من آب، إلا أن مالك روسوس هو بمثابة الصندوق الأسود للقضية، وسيكشف الخيوط الخفيّة في الملف. وبعد الإرجاء الأخير، تتحدث معلومات عن عرض بلغاري للبنان بالمشاركة، افتراضياً، في التحقيق الجاري مع غريتشوشكين. فهل يكفي هذا المخرج لختم تحقيقات تفجير المرفأ؟











































































