اخبار لبنان
موقع كل يوم -هنا لبنان
نشر بتاريخ: ٩ حزيران ٢٠٢٥
تواصلت التحرّكات الدبلوماسية بشأن الملف النووي الإيراني في ظلّ استمرار الخلافات بين طهران وواشنطن حول شروط إعادة إحياء الاتفاق النووي. وفي هذا السّياق، أعلنت إيران تقديم مقترحٍ جديدٍ إلى الولايات المتحدة عبر وساطة سلطنة عُمان، ردًّا على عرضٍ أميركيّ اعتبرته 'غير مقبول'. ويأتي هذا التطوّر في وقتٍ تشهد فيه المُحادثات غير المباشرة بين الجانبين حالةً من الجمود، وسط تمسّك كلّ طرف بمواقفه حيال القضايا الأساسية، ولا سيما مسألة تخصيب اليورانيوم ورفع العقوبات.
وفي هذا السياق، أعلنت إيران، اليوم الاثنين، أنّها ستقدم قريبًا مقترحها بشأن الاتفاق النووي مع الولايات المتحدة، بعدما وصفت عرض واشنطن بأنه يحتوي على 'التباسات'.
وقال المتحدث باسم وزارة الخارجية الإيرانية، إسماعيل بقائي، في مؤتمر صحافي: 'سنقدم قريبًا مقترحنا إلى الجانب الآخر عبر سلطنة عُمان (الوسيط) بمجرّد إتمامه. إنّه مقترح معقول ومنطقي ومتوازن، ونوصي بشدّة الجانب الأميركي باغتنام هذه الفرصة'.
ويأتي ذلك ردًّا على مقترح أميركي اعتبرته طهران 'غير مقبول'. وذكرت 'رويترز'، في وقتٍ سابقٍ، أنّ طهران تعمل على صياغة ردٍّ لرفض مقترح قدمته الولايات المتحدة في أواخر أيار. وقال دبلوماسي إيراني إنّ العرض الأميركي لم يقدم حلًّا للخلافات حول تخصيب اليورانيوم على الأراضي الإيرانية وشحن مخزون إيران من اليورانيوم عالي التخصيب بالكامل إلى الخارج والخطوات المتعلّقة برفع العقوبات الأميركية.
وقال بقائي: 'المقترح الأميركي غير مقبول بالنسبة لنا. لم يعكس ما توصلت إليه جولات المفاوضات السابقة. سنقدّم مقترحنا الخاص للطرف الآخر عبر عُمان بعد الانتهاء من إعداده. وهو مقترح معقول ومنطقي ومتوازن'.
وأضاف بقائي أنه لا توجد أي تفاصيل بشأن موعد الجولة السادسة من المحادثات النووية بين إيران والولايات المتحدة.
وفي الأسبوع الماضي، قالت إيران إن المقترح الأميركي يتعارض مع مصالح البلاد، وتعهدت بأن تواصل طهران تخصيب اليورانيوم.
وخلال ولايته الأولى، انسحب الرئيس الأميركي دونالد ترامب عام 2018 من الاتفاق النووي الذي أبرم بين إيران وست قوى عالمية في 2015 وأعاد فرض عقوبات كبّلت الاقتصاد الإيراني. وردَّت طهران بزيادة وتيرة عمليات تخصيب اليورانيوم بما يتجاوز حدود الاتفاق بكثير.
وكان رئيس البرلمان الإيراني محمد باقر قاليباف انتقد الأحد سير المفاوضات غير المباشرة بين إيران والولايات المتحدة، مشيرًا الى أن المقترح الأميركي 'لا يتضمّن حتّى إشارة إلى رفع العقوبات'، مضيفًا أنّ 'سلوك الولايات المتحدة في هذه المفاوضات متناقض ويفتقر إلى الصدق'.
وبينما تُصرّ إيران على مواصلة تخصيب اليورانيوم داخل البلاد، تؤكّد الولايات المتحدة أنّها لن تسمح لطهران بالتخصيب على أراضيها بأي نسبة.
وفي هذا السّياق، قال ستيف ويتكوف، المبعوث الخاص للرئيس ترامب لشؤون الشرق الأوسط: 'لقد وصلت إيران في بعض الحالات إلى تخصيبٍ يزيد عن 60%، وهذا أمر غير مقبول، فكيف يزعمون أنّ برنامجهم النووي سلمي وهم يخصّبون بمستوياتٍ تفوق 3.67%؟'.
وعُقدت حتى الآن خمس جولات من المحادثات بين إيران والولايات المتحدة بوساطة سلطنة عُمان، لكن لا يزال من غير الواضح متى وأين ستُعقد الجولة السادسة، خاصةً في ظل مؤشّرات إلى وصول المفاوضات إلى طريقٍ مسدودٍ حول قضية جوهرية تتعلّق بمكان تخصيب اليورانيوم، سواء داخل إيران أو خارجها.