حسن الاختيار

یا فدوی أهنّأ نفسي واهنّأ ابني على حسن الاختيار

من أخلاقك الحميدة وأعمالك المفيدة مثلك ما صار

إذا تكلمت مع الآخر تسكتين عن المحارجة لأنك لا تحبين الشجار

كلما طالت الأيام تزداد محبتي لك لأن كلامك بهدوء ووقار

ولأنك تتكلمين بحكمة وهدوء كأنك آتية من مروج الأزهار

يرتاح المستمع إليك لأن كلامك جميل كقصائد الأشعار

ولو طلبت خدمة منك جوابك بكل سرور أنا في الانتظار

تلبّين طلبي بسرور وحبور (1) وكأنك تعزفين على الأوتار

ما يهمّ لو كان طلبي صعباً بأي وقت في الليل أو النهار

قولي لي أين أجد كلمات من أبجدية جديدة فيها معيار

تفيك حقك من وصف يليق بك ويكون مضيئاً كالأنوار

وكلامك جميل ومفيد يدخل القلب كعذب مياه الأنهار

ويضيء قلب المستمع لك فأضاء نور الأقمار

أما عن ابنتك حدّث ولا حرج أنت معها بكل مشوار

جعلت حياتك واهتمامك بها بكل شيء في المساء والأبكار

أما بالنسبة لزوجها هي سعيدة معه دون مواربة وأسرار

هل علمت يا عزيزتي لماذا أحبك ولك في قلبي كل الاكبار

لأن حديثك وتصرفاتك مع الآخرين يترك أجمل الآثار

والبرّ ليس للوالدين فقط أنت مع الجميع من الصادقين الأبرار

هل عرفت الآن لماذا قلت هنيئاً لإبني لأنه أحسن الاختيار

-------------------------

1) حبور: سرور