اخبار لبنان
موقع كل يوم -نداء الوطن
نشر بتاريخ: ١٦ نيسان ٢٠٢٥
بعد أيام على مغادرة المبعوثة الأميركية مورغان أورتاغوس بيروت، وصلها في صورة مفاجئة صباح الإثنين موفدُ المملكة العربية السعودية الأمير يزيد بن فرحان. الزيارتان تتكاملان وتحملان العناوين العريضة ذاتها، وتدلان على أن لبنان بات موضوعاً اليوم تحت مظلة أميركية- سعودية واسعة. فالدولتان تنسّقان وتتقاسمان الملفات اللبنانية وتتوزّعانها وتتواصلان بشكلٍ دائم ودوري لمتابعتها.
رسالة لإيران
وتقول مصادر دبلوماسية لبنانية مطلعة لـ 'نداء الوطن' إن أولويات واشنطن والرياض، لبنانياً، باتت معروفة: الإصلاحات السيادية - الأمنية وعلى رأسها حصر السلاح بيد القوى الشرعية تطبيقاً للقرارات الدولية واتفاق وقف النار، والإصلاحات الاقتصادية. ومِن هذه النقاط الكبرى، تتفرّع نقاط أخرى، تساعد في تثبيت الركائز الأساسيّة لقيام دولة فعلية في لبنان، كضبط الحدود والمرافق العامة ومكافحة التهريب وإنجاز تعييناتٍ على أساس الكفاءة وإقرارِ قوانين لمكافحة الفساد... فمن خلال بناء 'الدولة' وتدعيم مؤسساتها، تُقطع الطريق على عودة عقارب الساعة إلى الوراء حين حكمت الدويلة الدولة ودجّنتها وجعلت لبنان ساحة لإيران ومشاعاً في خدمتها.
وتشير المصادر إلى أن وصول بن فرحان بعد أورتاغوس إلى لبنان، في هذا التوقيت بالذات، ليس صدفة. فهو حضر إلى بيروت بالتزامن مع انطلاق المفاوضات الأميركية - الإيرانية في مسقط السبت الماضي، في رسالة يجب فهمها جيداً، يُبلغ فيها السعوديون والأميركيون، طهران، أن ورقة لبنان سقطت تماماً من يدها، ومعها أيضاً ورقة سوريا، بما أن المملكة ترعى وتواكب من كثب، عملية ترسيم الحدود اللبنانية - السورية وضبطها.
وفي زيارة بن فرحان أيضاً، تأكيدٌ على أن لبنان جزء لا يتجزأ من 'البازل' الجديد الجاري رسمه للمنطقة، ولا يمكن أبداً فصله عن ترتيبات التسوية الكبرى. وهنا، تكشف أوساط سيادية لـ 'نداء الوطن'، عن أجواء ضخّها مسؤولٌ ممانع في بيروت، في الساعات الماضية، فحواها أن 'إيران ستتمكّن في مفاوضاتها مع واشنطن، من تحييد 'حزب اللّه' ولن تتخلى عنه وعن سلاحه، وسنرى عندها كيف ستصيب الخيبة خصومه'.
لكن وفق المصادر، القرار الدولي مبرم وليس قابلاً للنقاش أو التفاوض، لا في مسقط ولا سواها: الأذرع الإيرانية العسكرية، و 'حزب اللّه'، ضمناً، لا مكان لها في المشهد الإقليمي الجديد. فإما أن تتخلى الجمهورية الإسلامية عن هذه الفصائل، بالحسنى والتفاوض، أو فإنه سيتم القضاء عليها تدريجياً بالآلة العسكرية، حتى ولو تم التوصل إلى اتفاق جديد بين واشنطن وطهران، تختم المصادر.