اخبار لبنان
موقع كل يوم -هنا لبنان
نشر بتاريخ: ١١ حزيران ٢٠٢٥
نقل الموفد الفرنسي جان إيف لودريان عن الرؤساء الثلاثة في لبنان موقفاً موحداً يدعو إلى ضرورة الانطلاق نحو إعادة إعمار ما دمرته الحرب الأخيرة، بالتوازي مع تحميل إسرائيل مسؤولية تنفيذ مقتضيات القرار 1701، الذي ينص على وقف إطلاق النار على جانبي الحدود، وبسط سيادة الدولة اللبنانية على كامل أراضي الجنوب. هذا الموقف أكده أيضاً الرئيس ميشال عون خلال لقائه بالعاهل الأردني الملك عبد الله الثاني في عمّان، مشدداً على التزام لبنان بتطبيق القرار الأممي، ومشيراً إلى استمرار الخروقات الإسرائيلية. كما أثنى على انتشار الجيش اللبناني في القرى الواقعة جنوب نهر الليطاني، وتفعيله للإجراءات المرتبطة بحصر السلاح بيد الدولة، لكنه لفت إلى أن بقاء القوات الإسرائيلية متمركزة في التلال الخمس وخرقها المستمر للاتفاق يعرقلان استكمال انتشار الجيش حتى الحدود، مما يُبقي حالة التوتر قائمة، بحسب تعبير رئيس الجمهورية.
وقالت مصادر سياسية مطلعة لـ'اللواء' أنّ زيارة الموفد الرئاسي الفرنسي لودريان والتي هدفت الى تحضير الأرضية لمؤتمر دعم لبنان في فرنسا في الخريف المقبل شكلت فرصة استفسر في خلالها المسؤول الفرنسي عن بعض الملفات التي تعمل الدولة على معالجتها، وكان تشديد فرنسي على أهمية انجاز الإصلاحات المطلوبة وعدم التأخير في حسم القضايا الأساسية لا سيما في العام الأول من العهد.
وكان قد زار لودريان لبنان، لمناقشة العديد من الملفات مع الرؤساء الثلاثة. وبعد لقائه المبعوث الفرنسي، مساء أمس، شكر رئيس الجمهورية جوزاف عون فرنسا والرئيس إيمانويل ماكرون على الاهتمام بلبنان على الصعد كافة والتحضير لمؤتمر الدعم في الخريف المقبل، مشدداً على أهمية اليونيفيل ودورها، ودان الاعتداءات عليها التي تخدم العدو وتسيء الى استقرار الجنوب.
وتعليقاً على فحوى الزيارة وأهدافها، لفت مصدر خاص لـ'الأنباء الالكترونية' الى أن إنطلاقة الدولة اللبنانية سارية على قدم وساق، والتحدي الأبرز إنجاز الإصلاحات التي تعتبر المطلب الدولي الأول وتحديداً من قبل فرنسا، مشدداً على أن 'المسار الإصلاحي لا مفرّ منه، القرار الجذري إتخذ، دون إغفال زحمة الملفات الملقاة على كاهل لبنان وعلى رأسها إعادة الإعمار وإنسحاب إسرائيل من النقاط التي تتواجد فيها'.
وخلال لقاء المبعوث الفرنسي بحضور السّفير الفرنسيّ هيرفيه ماغرو، أكد رئيس مجلس النواب نبيه بري 'التزام المجلس بإنجاز جميع التشريعات الإصلاحية المطلوبة'.
وشدد الرئيس بري على 'وجوب الشروع في ورشة إعادة إعمار ما تسبّبت به الحرب الإسرائيلية على لبنان'، منوّهاً بـ'أهمية الجهد الفرنسيّ لمؤازرة لبنان في التصدي للمؤامرة التي تُحاك ضد القوّة الدولية للنيل منها ومن لبنان وجنوبه'.
ومن ناحية أخرى، وبحسب المصدر 'إن التزام فرنسا دعم لبنان في إعادة الإعمار عبر مؤتمر مخصص لدعم لبنان لإعادة الإعمار ودعم الجيش اللبناني، وكذلك ملف ترسيم الحدود البرية، لا سيما أنها قدمت مؤخراً للبنان الوثائق التي بحوزتها الى السلطات اللبنانية، وهذه خطوة مهمة ولمصلحة لبنان'.
وفي اجتماع خُصص لمناقشة نشاط المجلس النيابيّ والقوانين الإصلاحيّة الّتي أُقرّت وتلك الموضوعة على جدول أعمال اللجان، إلتقى لودريان نائب رئيس مجلس النّواب إلياس بو صعب، في مكتبه في المجلس النيابي برفقة ماغرو ووفد دبلوماسي، وبحضور رئيس لجنة الإدارة والعدل النائب جورج عدوان، إذ إعتبر لودريان 'أن الديناميّة السّائدة حالياً في مجلس النواب أساسيّة في هذه المرحلة، إذ يملك لبنان فرصةً فريدةً ليس لاستعادة تماسكه الداخليّ فحسب، بل لتحسين صورته خارجيًّا واستعادة ثقة المجتمع الدوليّ.
كما حذّر المبعوث الفرنسي من أن لبنان لا يملك ترف الوقت، مشيراً الى أنه يجب الإسراع في إقرار القوانين الإصلاحيّة المطلوبة.
وأوضح لودريان بأنه تقع على عاتق فرنسا مسؤوليّة دعوة المجتمع الدوليّ إلى مؤتمر لدعم لبنان وحشد الدول المانحة فور إقرار تلك القوانين.