الخطيب: من يريد نزع سلاح المقاومة ينزع روح لبنان ويفرّط بوجوده

اشار رئيس المجلس الإسلامي الشيعي الأعلى العلامة الشيخ علي الخطيب، الى أن 'ما نعيشه اليوم في ​لبنان​ ليس بعيداً عن واقع الأمة كلها، هو جزء من هذه الصورة الكلية التي تعيشها الأمة. أننا مجموعة من القبائل ونتعاطى مع بعضنا على أننا مجموعة من القبائل، لا يوحدنا هدف ولا توحدنا قضية. أنتم ترون ​القضية الفلسطينية​ اليوم والشعب الفلسطيني الذي يعاني ما يعانيه، كل بلد عليه أن يهتم بنفسه ولا تهمه أي قضية من قضايا الأمة. وعلى الأمة كلها أن تجتمع لتعالج هذه المشكلة وتستعيد هذه القضية ولتعطي الشعب الفلسطيني حقه'.

وسأل 'اليوم العرب ماذا يفعلون؟ العرب يتعاطون مع القضية الفلسطينية بأنهم لا علاقة لهم، حتى بالعلاقة الإنسانية العرب لا يتعاطون مع القضية الفلسطينية. المبدأ إنساني، فما نراه في الغرب الذي ليس له أي علاقة بالدين ولا علاقة مذهب ولا علاقة مبدأ ولا وطن، ومع ذلك يتعاطون معها من منطلق إنساني، يؤيدون القضية الفلسطينية، يتظاهرون ويعترضون على حكوماتهم التي تمد إسرائيل بالأسلحة وتضلل الرأي العام. أما العرب فهم بعيدون عن هذه القضية، حتى على هذا المستوى الإنساني لا يتعاطون مع القضية الفلسطينية'.

ولفت الخطيب الى ان 'لذلك نحن الصورة في لبنان كما ذكرت ليست بعيدة عن هذه الصورة العامة، هي جزء منها، كل أحد يعتني بنفسه. اليوم موضوع الاحتلال الإسرائيلي والعدوان الإسرائيلي على لبنان، كيف تعاطى معه اللبنانيون؟ هل تعاطوا معه على أنه عدوان على لبنان أو عدوان على طائفة؟ يتعاطون معه على أنه عدوان على طائفة، ولا ينبغي أن يكون للبنانيين الآخرين من بقية الطوائف أن يكون لهم دور في هذا الصراع، وفي حماية لبنان والشعب اللبناني وكرامته. هذه الصورة للأسف'.

واضاف 'هل هذا إيمان بوطن؟ أين هي السيادة؟ أين هو الشعب اللبناني؟ لا أدري أين هم المثقفون في لبنان؟ أين الذين يحلمون بلبنان مستقل؟ الآن العرب والمسلمون يعتمدون في حماية بلدانهم على الولايات المتحدة الأمريكية وعلى الغرب، لا ينتجون طعامهم، ولا لباسهم، ولا أسلحتهم، بل ينتجون النفط ويدفعونه للغرب ليحميهم... من من؟ من إيران؟ من ​المقاومة​؟ بينما الخطر الحقيقي هو إسرائيل'، معتبرا أن 'من يريد نزع سلاح المقاومة، كما قلت، ينزع روح لبنان، من يريد أن يفرّط بسلاح المقاومة يفرّط بلبنان ووجوده. المقاومة حافظت على كل اللبنانيين واحترمتهم، لأنها تؤمن بلبنان والشعب اللبناني من منطلق وطني إنساني لا طائفي'.