اخبار لبنان
موقع كل يوم -المرده
نشر بتاريخ: ١٨ تشرين الأول ٢٠٢٥
في زمنٍ تتقلّب فيه المواقف كما تتبدّل الفصول، يبقى بعض الرجال كالجبال، لا تهزّهم العواصف ولا تغيّرهم الرياح. من هؤلاء، رئيس تيار المرده سليمان فرنجيه، الذي يحمل إرثاً سياسياً ووطنياً متجذّراً في تاريخ لبنان الحديث، ويُضيف إليه بُعداً إنسانياً يندر أن يجتمع في رجال السياسة.
في عيده، لا تُختصر المعايدة بكلمات التهنئة، بل هي مناسبة للتعبير عن اعتزازنا بالانتماء لمدرسته وللتأمل في مسيرة رجل اختار أن يكون صادقاً مع نفسه قبل أن يكون محبوباً لدى الآخرين. فالمواقف عنده لا تُقاس بالمصلحة الآنية، بل بالثبات والوفاء والصدق. لم يبدّل تحالفه تبعاً للرياح السياسية، ولم يبع قناعاته في أسواق المساومات، بل بقي على النهج ذاته، مؤمناً بأنّ الكرامة الوطنية لا تتجزأ، وأنّ الحوار هو السبيل الوحيد لبناء الدولة.
سليمان فرنجيه ليس رجل سياسة فقط بل هو قبل اي شيء اخر إنسان بتعاطفه ومحبته واهتمامه بالاخرين، انسان يعرف معنى التسامح في زمنٍ يندر فيه الغفران، هو الذي عاش التجربة الأليمة وفهم أن الوطن لا يُبنى بالحقد، بل بالحوار الذي يفتح ابواب التواصل والتعبير عن الهواجس لا عبر المزايدات بل عبر المصارحة الحقيقية التي تُطفئ نيران الماضي وتفتح أبواب المستقبل.
في حضوره، تلمس روح الانسان المؤمن ببلده وتسمع صوت العقل والقلب قبل صوت الحسابات.
من زغرتا، حيث الجذور العميقة، إلى سائر لبنان، ظلّ فرنجيه رمزاً للتوازن بين الصلابة في الموقف والبراغماتية في التعامل فحصد محبة الناس واحترامهم.
محبّته للناس ليست شعاراً، بل ممارسة يومية. يعرف الناس بأسمائهم، يسير بينهم بلا حواجز ولا تكلّف، يحمل في ملامحه صورة لبنان الذي يحلم به الكثيرون: لبنان الموحد، الحر، السيد، المستقل، المتصالح مع ذاته، المتمسّك بجذوره والمنفتح على الجميع.
في زمن الانقسام، يبقى سليمان فرنجيه صوت الاعتدال والعقل، الذي يدعو إلى الحوار لا إلى القطيعة، وإلى الوحدة لا إلى التشرذم. هو ابن مدرسةٍ تؤمن بأنّ السياسة ليست ساحةً للخصومة بل مساحةً للالتقاء، وأنّ الزعامة لا تُقاس بالضجيج، بل بالثقة والاحترام الذي يولّده الثبات على الموقف والصدق في القول.
في عيده، نتمنى له الصحة قبل اي شيء اخر، ونقول إنّ لبنان يحتاج إلى رجالٍ من طينته: أولئك الذين يجمعون بين العاطفة والعقل، بين الوفاء والتسامح، بين الحزم والإنسانية. فهؤلاء وحدهم يصنعون الفرق حين تكثر الشعارات وتغيب الأفعال.
كل عامٍ وسليمان فرنجيه بخير، رجلٌ من هذا التراب، يعرف كيف يحوّل التجارب إلى دروس، والوفاء إلى منهج، والوطن إلى بيتٍ ينسع للجميع.
سليمان فرنجيه…نحبك قولاً وفعلاً.