اخبار لبنان
موقع كل يوم -جريدة اللواء
نشر بتاريخ: ٣٠ أيار ٢٠٢٥
هل يعاني طفلك من صعوبة كبيرة في التركيز عند إنجاز فروض الرياضيات ؟
الحقيقة أن الطفل ممكن أن يواجه بعض الصعوبات التي يمكن اعتبارها مشكلة طبية، خاصة عندما تتعلق بصعوبات معينة في التعلم، وهي حالات يمكن علاجها من قبل الأخصائيين على غرار معالج النطق وطبيب الأعصاب وطبيب الأطفال.
«الديسكالكوليا»
لذلك سنحاول سوياً أن نسلط الضوء على مشكلة «الديسكالكوليا» لمعرفة كيفية التعامل معها؟
لتسليط الضؤ على هذه المشكلة التقت «اللواء» ألأخصائية التربوية لمى بيضون ، فكان الحوار الآتي:
اضطراب عسر الحساب
ـ كيف تعرفين لنا «الديسكالكوليا»؟
«الديسكالكوليا» عبارة عن مشكلة أو اضطراب عسر الحساب لدى الأطفال، فهو خلل يشبه «الديسلاكسيا» لكنه يتعلق بالأرقام فقط.
تجدر الإشارة أن الأطفال الذين يعانون من «الديسكالكوليا» يواجهون صعوبة كبيرة في التركيز عند إنجاز المعادلات الرياضية، وكثيرا ما يشعرون بالتوتر في الصف، بما أنهم لا يستطيعون مجاراة بقية أقرانهم واجتياز اختبارات مادة الرياضيات والمواد التي تحتوي على عمليات حسابية.
وهنا لا بد من أن نشير أن اضطراب عسر الحساب لدى الأطفال لا يعني عدم قدرتهم على استيعاب الأرقام مرتبة على الورقة أو على اللوح فحسب، بل مواجهتهم أيضا لصعوبة كبيرة في إنجاز العمليات الحسابية.
ولهذا، لا يستطيع الأطفال التعلم بنسق طبيعي في ظروف تدريس عادية في المدرسة، أو حل المسائل الرياضية التي تعترضهم.»
الأسباب
ـ ما أسباب هذا الإضطراب؟
«يُعتقد أن أصل هذا الاضطراب جيني بناء على هندسة الجينات في الدماغ، وهو ما يعني أن علم الأعصاب هو المسؤول عن دراسة حالات اضطراب عسر الحساب.
في الواقع، تتأثر بعض أجزاء الدماغ بهذا الخلل، خاصة تلك المسؤولة عن عمليات التعلم، فتكون حالتها مختلفة عما هو الحال لدى معظم الناس الذين يستطيعون إنجاز العمليات الحسابية وكل الأنشطة التي تتضمن أرقامًا.
ومن المثير للانتباه أن من يعانون من اضطراب «الديسكالكوليا» عادة ما يكون معدل ذكائهم طبيعيا، ولذلك، لا يتم التفطن لهذه الحالات مبكرا، إلا عندما يبدأ الطفل بالتعرض لصعوبات في مادة الرياضيات وحل المسائل الحسابية، دون أن يواجه أي صعوبات في بقية المواد التي يدرسها.»
كيفية التعامل
ـ كيف يجب التعامل مع من يعاني من هذه المشكلة؟
«إذا كنت تعتقد أن ابنك يمكن أن يعاني من هذا الاضطراب، فأول ما يجب عليك فعله هو استشارة أخصائي أو طبيب، إلى جانب المدرس الذي يشرف على تعليمه.
وفي المدرسة، من المؤكد أن إطار التدريس معتاد على التعامل مع مختلف مشاكل التعلم، وبالتالي، بمقدوره تقديم النصح لك حول حالة ابنك.
وربما يتمكّن الطفل من التركيز بشكل أفضل، من خلال إدخال تغيير على ظروف الفصل، أو المكان الذي يجلس فيه، أو العوامل التي تتسبب في تشتيت انتباهه، ليحقق علامات أعلى في الرياضيات.
ولكن في حال تواصل المشكلة، وتبين أنها ليست متعلقة بالسلوك والظروف المحيطة بالطفل، بل بقدراته الذهنية الحسابية، فيجب عليك حينها عرض ابنك على طبيب أطفال لتحديد ما إذا كان يعاني من اضطراب عسر الحساب.
ومن الممكن القيام باختبارات خاصة للقيام بتشخيص دقيق، حتى تعرف ما إذا كان عليك التوجه إلى أخصائي نفسي للأطفال أو طبيب متخصص للحصول على المساعدة.
وإذا تمكن الأطباء من تأكيد إصابة طفلك باضطراب «الديسكالكوليا»، فسيُقدّمون له بعض التمارين التي يمكنك ممارستها معه في المنزل، من أجل تعزيز قدراته الحسابية، ومهارات حل المشكلات الرياضية.»
المهم التحلي بالصبر
ـ هل من الممكن أن يتخطى الطفل هذه المشكلة؟
«مع العزيمة والدعم اللازم، سيكون الطفل قادرا على تطوير مهاراته الحسابية، تحت إشراف الطبيب، علما بأن الكثيرين ممن يعانون من اضطراب عسر الحساب قد حققوا تحسنا كبيرا.
لكن مع ذلك، تظل كل حالة مختلفة عن الأخرى، ومن المهم التحلي بالصبر وتخصيص كل ما يلزم من الوقت للطفل لمساعدته على تجاوز صعوباته».