اخبار لبنان
موقع كل يوم -جريدة اللواء
نشر بتاريخ: ١١ كانون الأول ٢٠٢٥
بقلوب يعتصرها الألم، وعيون يبلّلها الوفاء قبل الدمع، نودّع واحداً من أعمدة الخير في بيروت ولبنان والعالم العربي... الرائد، المبتكر، الإنسان، الأستاذ محمد صالح بركات.
ليس رحيلك مجرّد خبر وفاة، بل غياب مدرسة كاملة في العمل الخيري والاجتماعي، مدرسة صنعت بصمة لن تُمحى، وأثراً لن يتكرر.
في عام ١٩٦١، وفي عمر الخامسة والعشرين فقط، تسلّم أصغر مدير عام في تاريخ دار الأيتام الإسلامية إدارة المؤسسة، فحوّلها من مبادرة محدودة إلى شبكة إنسانية وطنية عابرة للمناطق والطوائف، تضم أكثر من خمسين مؤسسة، تخدم آلاف الأطفال والعائلات وتمنح الأمل لمن فقده.
رحل صاحب الرسالة الهادئة، الرائد الذي آمن بأن الخير واجب لا وظيفة، وبأن الرعاية مسؤولية لا منصباً. نال أرفع الأوسمة والتكريمات، لكنه ظلّ يقول: إن خدمة الإنسان هي أعظم تكريم.
بيروت اليوم تودّع أحد رجالها الكبار، وذاكرة المدينة تحفظ له بصمة لن تُنسى، وإرثاً إنسانياً يستمر ما دامت قلوب تعطي دون مقابل.
رحم لله الأستاذ محمد بركات، وأسكنه فسيح جناته، وألهم أسرته ومحبيه الصبر والسلوان.
إِنَّا لِلّهِ وَإِنَّا إِلَيْهِ رَاجِعون.
المهندس هشام جارودي











































































