اخبار لبنان
موقع كل يوم -أي أم ليبانون
نشر بتاريخ: ٢٨ أيار ٢٠٢٥
كتبت جوانا صابر في 'نداء الوطن':
في مشهد ديمقراطي يعكس تطوراً لافتاً في الحياة السياسية اللبنانية، برز الحضور القوي للمرأة في الانتخابات البلدية والاختيارية الأخيرة، مؤكدةً دورها الريادي وقدرتها على إحداث تغيير إيجابي في مجتمعاتها المحلية. ولم تقتصر مشاركة المرأة على التصويت فحسب، بل تخطته لتشمل الترشح والقيادة، حيث شهدت العديد من المناطق اللبنانية ترشح نساء كفوءات.
وتُعد تجربة بعبدا نموذجاً ساطعاً لهذا التغيير، حيث سطع نجم السيدة سيدة البركه معتوق، التي دخلت التاريخ كأول امرأة تفوز بمنصب 'مختار' في المدينة، كاسرةً بذلك نمطاً تقليدياً طال أمده. فوز معتوق لم يكن وليد صدفة، بل هو تتويج لمسيرة طويلة من العمل الدؤوب والخبرة العميقة في هذا الشأن.
وفي حديثٍ لـ 'نداء الوطن'، تقول المختارة معتوق إنها قبل أن تقرر الترشح، كانت تعمل كمساعدة لمختار بعبدا لأكثر من عشرين عاماً، ما يمنحها خبرة واسعة في هذا المجال. لم تفكر في أي خيارات أخرى، فقد يأتي قرارها بالترشح انطلاقاً من حبها للعمل ورغبتها في البقاء عنصراً فعالاً في المجتمع. على مدار حياتها، اعتادت أن تكون شخصاً مجتهداً ومنخرطاً في العمل، وهذا هو الدافع الأساسي لها.
أما السبب الثاني وراء قرارها، فهو دعم الناس الذين يشيرون إليها بأن الوقت قد حان لتوظيف خبرتها في هذا المنصب، إذ يرون أنها تمتلك المعرفة الكافية لخوض هذه التجربة. وتأتي المساندة الكبرى من عائلتيها الصغيرة والكبيرة، ومن أهالي منطقة بعبدا الذين صوتوا لها بكثافة.
طوال حياتها، كانت امرأة عاملة وفعالة في المجتمع، لم تكن يوماً اتكالية، فمنذ إنهاء دراستها وهي تمارس العمل باستمرار. والجدير بالذكر أنها رفضت أن تكون مدعومة من أي حزب أو جهة أو لائحة، رغم العروض التي تلقتها، لأنها تؤمن بأن وصولها يجب أن يكون قائماً على كفاءتها أولًا، ثم على محبة الناس ودعمهم لها، دون أي تأثير من جهات خارجية.
في نهاية المطاف، تبعث قصة أول 'مختارة' في بعبدا رسالة واضحة: في زمن الاستقطاب السياسي، يظل النجاح الحقيقي حليف أولئك الذين يتسلحون بالخبرة، ويستمدون شرعيتهم من خدمة الناس مباشرةً، ليثبتوا أن الكفاءة المستقلة هي أقوى من أي دعم خارجي.