اخبار لبنان
موقع كل يوم -صحيفة الجمهورية
نشر بتاريخ: ٥ حزيران ٢٠٢٥
تؤدّي كيت بلانشيت دور راهبة تصادف صبياً أسترالياً من السكان الأصليِّين يتمتع بقوى خاصة، في فيلم يتناول موضوع الاستيعاب القسري.
في دراما تنتمي إلى الواقعية السحرية القاتمة، «الولد الجديد»، يؤسَر صبي من السكان الأصليِّين (أوسوان ريد) في منطقة نائية ويُجبَر على العيش في مَيتم مسيحي في ريف أستراليا.
تدور الأحداث في أوائل أربعينات القرن الماضي، وكانت الحكومة الأسترالية تواصل تنفيذ سياسات قمعية تهدف إلى الاستيعاب القسري للشعوب الأصلية.
كانت الجماعات التبشيرية تأخذ الأطفال من السكان الأصليِّين بعيداً من عائلاتهم لتحويلهم إلى المسيحية. ويُصيب مصير ما أصبح يُعرَف لاحقاً بـ»الجيل المسروق» الصبي الجديد الذي لا يحمل اسماً في المشهد الافتتاحي للفيلم، ويُصوِّره المخرج وورويك ثورنتون كمواجهة بصرية منمّقة وبطيئة الحركة على أرض صحراوية متشقّقة.
لا يتحدّث الصبي اللغة الإنكليزية، ويبقى صامتاً طوال معظم أحداث هذا الفيلم الغريب، ممّا يُربِك الأطفال الآخرين في المَيتم بسلوكه البريء والمتجاهل للقواعد.
يتجوّل بلا قميص، ينام تحت سريره، ويأكل بيدَيه - وهي سلوكيات تتعامل معها الرئيسة، الأخت إيلين (كيت بلانشيت)، بصبر وتفهّم.
بلانشيت، المهيبة في دور نادر تؤدّيه في وطنها أستراليا، لا تبدو متشدّدة ولا بريئة أكثر من اللازم هنا: إيلين تشتم وتأخذ رشفات من النبيذ، ما يُضفي خفة غير متوقعة على فيلم يتمحوَر في جوهره حول صراع روحي.
من خلال رمزية واضحة وغالباً مؤثرة ولمسات من الخيال، يَرسم ثورنتون (الذي يتولّى أيضاً مهام التصوير السينمائي للفيلم، ويُتقنها بامتياز) أوجه الشبه بين إيمان إيلين المسيحي العاطفي وقدرات الصبي الخارقة للطبيعة.
في أحد المشاهد المضيئة، يبدو أنّ لمسته تشفي طفلاً آخر من المَيتم تعرّض إلى لدغة أفعى سامة - إنه صانع معجزات، على رغم من أنّ مظهره الخارجي يمنع الأطفال والعاملين في المَيتم من إدراك الحقيقة الواضحة.
ثورنتون، الذي التحق لفترة وجيزة بمدرسة داخلية مسيحية عندما كان طفلاً، ينقل منظوراً غنياً ومعقّداً في هذه القصة عن العنف الثقافي والشعور الأبيض بالذنب.
يختار أجواء حالمة وكئيبة وصوَراً غير مباشرة قد تُنفِر البعض مِمَّن يَبحثون عن سرد أكثر وضوحاً، لكنّها قد تأسِر أولئك المنجذبين إلى رؤيتها المتأنّية والمتقدة.