اخبار لبنان
موقع كل يوم -جريدة الأنباء
نشر بتاريخ: ١٨ أيار ٢٠٢٥
بيروت - اتحاد درويش
جرت الانتخابات البلدية والاختيارية في محافظة بيروت أمس في أجواء هادئة من دون تسجيل حوادث بارزة باستثناء بعض الشكاوى الإدارية. وكانت خرقت هذا الهدوء بين الفينة والأخرى أصوات مكبرات الصوت من السيارات التي جابت أحياء المدينة وحثت الناخبين على التوجه إلى صناديق الاقتراع والمشاركة في اختيار ممثليهم في المجلس البلدي لمدينتهم.
المعركة البلدية ذات الطابع الإنمائي والخدماتي جرت في أجواء تنافسية حادة وتفاوتت فيها نسب الحماوة بين منطقة وأخرى. وتداخلت فيها عوامل عائلية وسياسية، وكانت المنازلة ضمن 6 لوائح ضمت شخصيات من المستقلين والمجتمع المدني وتحالف الأحزاب، على مجلس بلدي مؤلف من 24 عضوا يتوزعون وفق العرف مناصفة بين المسلمين والمسيحيين، إضافة إلى الأعضاء الاختياريين.
بدأت العملية الانتخابية عند السابعة صباحا وسط انتشار واسع لأفراد القوى الأمنية والجيش اللبناني الذي اتخذ إجراءات مشددة أمام مراكز الانتخاب.
وكان أول مغلف أسقط في صندوقة الاقتراع لرئيس الحكومة القاضي نواف سلام في مدرسة عمر فاخوري في منطقة بئر حسن، حيث أدلى بصوته، مشددا على أهمية هذا الاستحقاق في دعم الحكم المحلي وتعزيز دور البلديات في خدمة المواطنين.
في منطقة طريق الجديدة، المنطقة البيروتية ذات الكثافة السكانية وحيث الولاء فيها لـ «تيار» المستقبل الذي نأى بنفسه عن المشاركة، رفعت اللافتات وتدلت صور المرشحين في ساحة الملعب البلدي. وأظهرت الوقائع على الأرض غياب التيار عن ساحة المعركة، ما جعل حالة من الضياع تسود صفوف الناخبين وتسرب حديث عن تشتت الصوت السني، الذي توزع بين عدة لوائح، وان كانت صبت في معظمها عند لائحة «بيروت بتحبك» التي ترأسها العميد المتقاعد محمود الجمل، والذي كان واحدا من قياديي «المستقبل» وتربطه علاقات متينة مع عائلات المدينة ومن باب «المونة» على مناصري «التيار الأزرق».
لائحة «بيروت بتحبك» المدعومة من النائب نبيل بدر كانت في مواجهة شديدة مع لائحة «بيروت بتجمعنا» المدعومة من الأحزاب. وكان الهمس بأن التشطيب طال الأسماء المدعومة من النائب فؤاد مخزومي التي اجتمعت في اللائحة التي دعمتها الأحزاب، ولم يخف ابناء المنطقة امتعاضهم من اللائحة، حتى ذهب البعض للقول «ماعاد عنا الا البلدية والأحزاب بدها تحط ايدها عليها».
من لائحة «بيروت بتجمعنا» و«بيروت بتحبك» و«بيروت مدينتي» و«كرامة بيروت» و«بيروت عاصمتنا» و«مواطنون ومواطنات» و«ولاد البلد».. أسماء أطلقت على اللوائح التي اتخذت عنوان الانماء شعارا لها. وكان الإقبال على صناديق الاقتراع خجولا في فترة ما قبل الظهر على رغم مناشدة أبناء العاصمة من أكثر من جهة للتوجه إلى صناديق الاقتراع. هذه المناشدة والحماسة من قبل مناصري اللوائح قوبلت بشيء من البرودة، فلم تتجاوز نسبة التصويت أكثر من 13% حتى الثانية من بعد الظهر، لتعود وتنشط قبيل اقفال صناديق الاقتراع بساعتين.
وفيما غاب بعض مندوبي اللوائح عن المشهد على الأرض بسبب ضعف الماكينة الانتخابية، كانت «جمعية المشاريع» عبر مندوبيها ومتطوعين يعملون كخلية نحل من خلال «أنصار المشاريع» الذين ارتدوا اللون الأصفر وحضروا باكرا إلى مراكز الاقتراع ووزعوا اللوائح على الناخبين. وقابلتها «الجماعة الاسلامية» في التنظيم والانتشار، مع حضور خجول لـ «بيروت مدينتي» وبقية اللوائح.
وانتشر تسجيل صوتي لإحدى الفعاليات البيروتية يدعو فيه أبناء العاصمة إلى التصويت. وقال: «عملية التصويت لا تأخذ أكثر من لحظة أما الندم فهو لست سنوات وحتى لا تبكوا، لا تتأخروا عن واجبكم.. انزلوا وانتخبوا».
وفي جولة لـ «الأنباء» على بعض مراكز الاقتراع في منطقة طريق الجديدة، حيث انتشرت وحدات الجيش، كانت الماكينات الانتخابية توزع اللوائح الانتخابية على الناخبين وتساعدهم على معرفة في أي مركز وردت أساميهم للإدلاء بأصواتهم. ولدى سؤالنا عن الأجواء المرافقة للانتخابات كان التململ واضحا ومعه العتب على أبناء المنطقة «غير المبالين بالانتخابات، فيما بقية المناطق في بيروت سجلت نسبا مرتفعة». الا ان «التشطيب» كما قال أحدهم كان سيد الموقف. «كل اسم خذلنا كان مصيره التشطيب، وعلية يمكن القول إن ما من لائحة أسقطت في صندوقة الاقتراع كاملة».
قالت بيروت عاصمة لبنان كلمتها الأحد، وتبقى العين على النتائج المرتقبة وما ستحمله من مفاجآت، قد تطول المناصفة والتنوع في المجلس البلدي.