اخبار لبنان
موقع كل يوم -جريدة الديار
نشر بتاريخ: ١٦ أيار ٢٠٢٥
من المتوقع أن تؤدي الحرب التجارية بين الولايات المتحدة والصين إلى إغراق الأسواق الأوروبية بالسلع الرخيصة التي لن تجد طريقاً من الصين إلى السوق الأميركي، وبالتالي قد تتحول إلى الأسواق الأوروبية التي قد تصبح غارقة بهذه البضائع الرخيصة.
ويُثير فائض الصين التجاري المتزايد مع الاتحاد الأوروبي مخاوف جديدة من أن يصبح الاتحاد، الذي يضم 27 دولة، مرتعاً للبضائع الرخيصة في ظلّ المواجهة الجمركية المتقلبة بين واشنطن وبكين.
وبحسب تقرير نشرته وكالة 'بلومبرغ' للأنباء، واطلعت عليه 'العربية Business'، فإنه مع تكثيف المسؤولين الأوروبيين يقظتهم لدرء تدفق البضائع الصينية التي تواجه حواجز أعلى للدخول إلى الولايات المتحدة، تُشير البيانات بالفعل إلى أن فائض الصين مع الاتحاد الأوروبي بلغ رقماً قياسياً بلغ 90 مليار دولار في الأشهر الأربعة الأولى من هذا العام.
وفي الوقت الحالي، تمر معظم عمليات إعادة توجيه البضائع الصينية عبر أميركا اللاتينية وجنوب شرق آسيا، لكن كمية الصادرات الصينية -التي تتدفق بالفعل إلى أوروبا - أصبحت تدق ناقوس الخطر من أن هذا التدفق قد يتسارع مع ترسيخ ضرائب الاستيراد الأميركية المرتفعة.
وقال ماكسيم دارميت، الخبير الاقتصادي البارز في شركة 'أليانز تريد' العالمية: 'ستشهد الأسواق الأوروبية وغير الأميركية زيادة في الشحنات الصينية'.
وأضاف: 'ستسعى الصين إلى الحفاظ على حصتها في السوق العالمية عند مستوى مرتفع، لذا ستسعى إلى زيادة حصتها في الأسواق الأخرى'.
وتقول 'بلومبرغ' إنه حتى مع خفض كل من الصين والولايات المتحدة رسومهما الجمركية مؤخراً، فلا تزال الرسوم الجمركية التي فرضتها واشنطن على معظم السلع الصينية أعلى بنسبة 30% مما كانت عليه في يناير.
وتختبر هذه التغيرات في اتجاهات التجارة العالمية استراتيجية أوروبا في التحرك بحذر في السباق المتسارع لوضع قواعد جديدة تتعارض مع مبدأ أساسي من مبادئ وجود الاتحاد الأوروبي، ألا وهو الانفتاح الاقتصادي.
وفي حين ردت الصين على سياسات الرئيس دونالد ترامب العدوانية بفرض رسوم جمركية متبادلة، تصاعدت في البداية إلى مستويات باهظة، أعدّ الاتحاد الأوروبي تدابير محددة الهدف لاستخدامها فقط في حال فشل المحادثات مع واشنطن.
وتزيد تحركات العملات من تفاقم التحدي الذي تواجهه أوروبا، ففي الشهر الماضي، انخفض اليوان الصيني إلى أدنى مستوى له منذ أكثر من عقد مقابل اليورو، مما جعل الصادرات الصينية أرخص وأكثر جاذبية للمشترين الأوروبيين.
والأهم من ذلك، أن هناك أيضاً مخاوف من أن اختلال التوازن التجاري المتزايد مع الصين قد يعكس خسارة فادحة في القدرة التنافسية في أوروبا مع صعود الشركات الصينية بسرعة في سلاسل القيمة وتحديها لقادة السوق في الداخل والخارج.
وقالت المحللة الاقتصادية المتخصصة أليسيا غارسيا هيريرو: 'في عصر الحمائية، لا يمكن أن يكون لديك تجارة مفتوحة، إنه ببساطة مستحيل، لأنه ببساطة يدمر صناعتك'.
وأضافت: 'يجب أن نضع حواجز للمنتجات، ليس بالضرورة أن تكون المركبات الكهربائية، ولكن أي شيء يعتقد الاتحاد الأوروبي أنه يريد المنافسة فيه ولديه صناعة ناشئة يحتاج إلى حماية'.