اخبار لبنان
موقع كل يوم -نداء الوطن
نشر بتاريخ: ٢٤ كانون الثاني ٢٠٢٥
عندما اجتاحت جحافل الجيش السوري لبنان عام 1976 لم يكن بتكليف أو تفويض لحافظ الأسد من أي جهة دولية بل جاء الغزو إنفاذاً لحلم البعث الذي لم يُقرّ يوماً في الأمّة اللبنانية وعقيدته نصّت على اعتبار لبنان 'شقفة' من القُطر.
في اجتياح 13 تشرين الأول 1990 حاز العسكر السوري غطاء دولياً ليقوم بالاجتياح نحو الشرقية والمناطق المحرّرة. في المقابل، عندما اجتاحت إسرائيل لبنان عامي 1978 و 1982 كان ذلك بالتنسيق والتكامل بينها وبين نظام بيت الأسد.
من دون العودة إلى الاستعمار العثماني وفترة الانتداب الفرنسي، وليس تمييزاً أو تفضيلاً بين احتلال وآخر، لكن، هناك فارق شاسع بين احتلال خطف وقتل ونهب وارتكب المجازر، واحتلال ساهم بالتنظيم الإداري وإيفاد الإرساليات التعليمية وعليه لبنان اليوم يعيش في ظلّ شمسية دولية ساهمت برفع ظلامية ميليشيا ذات أبعاد دينية لا تأتلف مع تركيبة المجتمع اللبناني المركّب والمتنوّع والمتعدّد.
من يقول إننا أمام فرصة هو محقّ التوصيف، والفرصة لا بدّ من اقتناصها طالما تداعياتها ستجلب الخير والبحبوحة والاستقرار. في المقابل، لا مندوحة من التشديد على عدم الإفراط بالتفاؤل. المنسوب التفاؤلي مشروط ودونه مستلزمات إذا لم نتشدّد في إنفاذ منطوق القوانين والدستور وإذا عدنا إلى نغمة المسايرات والمساومات على حساب ديمومة الدولة بكل تجلّياتها فأبشّركم منذ اللحظة بأن حليمة عائدة حتماً لعاداتها القديمة. ولأن العقل الذي حكم وتحكّم على مدى عقود مؤدّاه أن الدولة ملك حصري للجماعات التي تحكم وبالتالي لنا حق فيها، الأمر الذي يُتيح لهذه الزمرة أن تمتصّ دماء الخيرات حتى آخر قطرة مال في الخزينة ومن خارجها عبر الطرق الملتوية مثل أعمال التهريب والتجارة بالممنوعات.
وفي السياق، يُطلّ فريق اعتاد الإمساك بالقرار والتعطيل عند كل استحقاق ما لم يقضم 'شقفة' من الجبنة، ليندفع باتجاه إصدار صك ملكية بوزارة المالية. سألناهم لماذا الإصرار فجاء الجواب ما لكم ولنا المالية ملكنا والوزير عليها من ربعنا. وهنا النصيحة 'للأوادم' في الحكم إما أن تعطوهم ما يسعون إليه وعـ 'السكت' ومن دون شوشرة وبالتالي تكونون كسرتم الشرّ على طريقة 'اليد اللي ما فيك عليها بوسها وما تدعي عليها بالكسر' لأنك بالأساس لا تجرؤ على ذلك أو إذا أردتم بناء الدولة واستعادة هيبتها فالنصيحة أيضاً أن 'البطوا إجركم بالأرض وستين سنة ما يشاركو واللي مش عاجبه يروح على حيط المعارضة ويضرب راسه فيها'.