الرئيسان محكومان بالتعاون ولا أزمة صلاحيات

كتبت كارول سلوم في 'اللواء'

طوى رئيس الجمهورية العماد جوزف عون ورئيس مجلس الوزراء نواف سلام صفحة التباينات على خلفية احتفالية الروشة وما افرزته من تداعيات، لو ان البعض اعتبر ان ما جرى شكل بداية انتكاسة التقارب بينهما نوعا ما. فالرجلان اللذان يدعمان لا بل يعملان على تطبيق حصرية السلاح بيد الدولة اللبنانية لم يدخلا في أية مساجلات وظلا على تنسيق في ترتيب معظم الملفات والتحضيرات لجلسات الحكومة. ولم يظهر بالتالي اي انطباع ان هناك تباعدا بينهما. فالموازنة أُقرِّت في جلسة لم يترأسها رئيس الجمهورية وهذا دليل ثقة بينهما.

وقد جاء اللقاء الأخير بينهما ليبدد التشنج الذي ساد في موضوع احتفالية الروشة والخلاف بالتالي على مقاربة دور الأجهزة الأمنية على الأرض، وذهبت المعلومات الى القول ان الرئيس سلام أبدى تفهماً لموقف رئيس الجمهورية في ما خص هذا الدور في حفظ السلم الأهلي وعدم التعرض للمشاركين في هذه الإحتفالية.

فهل فعلاً أقفل الموضوع ام ان انعكاساته ستظلل العلاقة بينهما؟

في تقدير مصادر سياسية مطلعة عبر «اللواء» ان ما جرى ادى الى توتير العلاقة لكن من دون ان تخرج بيانات وبيانات مضادة او تُقاد معركة صلاحيات، اذ اكتفى رئيس الجمهورية بتوضيح مهام الأجهزة الأمنية على اختلافها مع العلم ان بعض المراقبين اشاروا بشكل واضح الى عدم إذعان هذه الأجهزة الى مطالب الرئيس سلام ما جعل رئيس الحكومة في حال من الإستياء، ولكن في خلال جلسة مجلس النواب بدا رئيس المجلس نبيه بري واضحا في الإشارة الى ان الرئيس سلام هو رئيس حكومة كل لبنان، لافتة الى ان هذه المقاربة المختلفة برزت بشكل واضح في ملف احتفالية الروشة ما طرح اسئلة حول مسألة هيبة الدولة وتمسك كل منهما بهذه المقاربة،وما اذا كانت طريقهما لم تعد تتقاطع حول بعض المسلمات.

وتقول هذه المصادر ان رئيس الجمهورية حريص على إبقاء هذه العلاقة في افضل حالاتها، وأن الاختلاف في الرؤية قد لا يعني انهما لم يعودا يقرآن في الكتاب نفسه مع العلم ان البعض بدأ يتحدث عن امتنان حزب الله لخطوة رئيس الجمهورية واستياء من تعاطي رئيس الحكومة، ومن هنا يمكن تفسير زيارة رئيس كتلة الوفاء للمقاومة النائب محمد رعد الى القصر الجمهوري لإستكمال الحوار مع الرئيس عون، وتشدد على ان تكرار هذا التباين بين عون وسلام ليس ضروريا لاسيما ان التطابق في وجهات النظر بشأن بناء الدولة يغلب الفوارق وما حصل مؤخرا جرى شرحه بإسهاب في سياق النظرة الى مهمة الجيش من دون ان يكون المقصود ضرب هيبة رئاسة الحكومة،وفي الوقت نفسه كرر الرئيس عون انه لم يكن واردا حصول تصادم مع المشاركين في الإحتفالية ووضع الجيش في مقدمة المواجهة.

اما ما هي النظرة المستقبلية للعلاقة التي اهتزت نوعا ما؟تجيب المصادر : مجرد حصول اللقاء وشرح التباينات والتأكيد ان المخالفات ستسلك طريقها وفق القوانين فإن ذلك من شأنه ان يدفع في استقامة العلاقة مجددا، وأن التعاطي المستقبلي حيال الملفات يحكم في نهاية المطاف وهناك اكثر من اختبار يمكن ان تمر به لاسيما في مجموعة استحقاقات قريبة تعطي مؤشرا عن صحة هذه العلاقة او اهتزازها مجددا.

مما لاشك فيه ان صانعي المرحلة الجديدة في البلاد تعرضا لإختبار في احتفالية الروشة انما الرهان يبقى قائما على إبقاء التواصل بينهما ووضع ما سجل في خانة « الإختلاف» وليس الخلاف في ظل رصد خارجي كبير لتطبيق ما أقرَّاه سوياً بشأن بسط سلطة الدولة على كامل أراضيها بقواها الذاتية.