اخبار لبنان
موقع كل يوم -الهديل
نشر بتاريخ: ١٤ تشرين الأول ٢٠٢٥
خاص الهديل…
أثار قرار وزارة الصحة بتوقيف العمل في شركة مياه 'تنورين' وسحب منتجاتها من الأسواق اللبنانية، ضجة كبيرة بين المواطنين الذين يعتمدون بشكل أساسي على المياه المعبأة للشرب. وبالرغم من تأكيد وزير الصحة بالوكالة نزار الهاني أن القرار 'إجراء تقني روتيني' يهدف لحماية الصحة العامة، فإن الجدل لم يهدأ، وكأننا أمام حلقة جديدة من مسلسل الشك بكل ما يصدر عن الدولة.
صحيح أن المواطن فقد ثقته بمؤسسات الرقابة منذ زمن، لكن لا يجوز أن يتحوّل كل قرار رسمي إلى مادة للتشكيك والاتهام. فالمطلوب اليوم أن ننتظر نتائج الفحوص النهائية بدلاً من إطلاق الأحكام المسبقة.
وفي المقابل، لا يمكن أن تتوقف المسألة عند 'تنورين' فقط. فالمطلوب من الوزارات المعنية أن تُخضع كل شركات المياه والفلاتر في السوق اللبناني لفحوص دقيقة ودورية، لأن صحة الناس لا تحتمل المجاملة أو الانتقائية.
القضية ليست شركة بعينها، بل ثقافة رقابة ومحاسبة شاملة تحفظ ثقة المواطن قبل أي شيء آخر.
وفي النهاية، من يتحمّل مسؤولية صحة المواطن والطفل والرضيع أمام جشع بعض التجّار؟ فالمشكلة لا تقتصر على الشركات الكبيرة، بل تمتد إلى 'ستيرنات' المياه التي تُستخدم للخدمة اليومية، والتي غالباً ما تكون ملوّثة أو مالحة أو مليئة بالرمل. فهل يُعقل أن يبقى أصحاب هذه الصهاريج والموزّعين يعملون من دون حسيب ولا رقيب، فيما يشرب اللبنانيون الماء بين الخوف والريبة؟