اخبار لبنان
موقع كل يوم -جريدة الأنباء
نشر بتاريخ: ٢٨ تموز ٢٠٢٥
بيروت - اتحاد درويش
عرض المؤتمر السنوي الذي نظمه مؤخرا قسم أمراض الدم والسرطان في معهد نايف باسيل للسرطان بالمركز الطبي في الجامعة الأميركية في بيروت، بالتعاون مع الجمعية اللبنانية لأطباء التورم الخبيث ورابطة الأطباء العرب والجمعية العربية لمكافحة السرطان، أحدث الأبحاث والتجارب السريرية التي تمت مناقشتها في مؤتمر الجمعية الأميركية لعلاج السرطان «أسكو 2025» في شيكاغو بالولايات المتحدة الأميركية يونيو الماضي.
وقال رئيس قسم أمراض الدم والسرطان ومدير مركز علاج سرطان الثدي في معهد نايف باسيل للسرطان في المركز الطبي بالجامعة الأميركية في بيروت البروفيسور د. ناجي الصغير لـ«الأنباء»: «شكل المؤتمر فرصة للنقاش بمجال طب السرطان، وسلط الضوء على أحدث الأبحاث التي تمثل تطورا علميا، وسبق أن قدمت منذ ستة اسابيع في مؤتمر أسكو في شيكاغو بمشاركة 45 ألف طبيب وأكاديمي وباحث من مختلف أنحاء العالم، والتي جاءت كلها تحت عنوان«أفضل الأبحاث السرطانية»، مع الحديث عن كل أنواع أمراض السرطان، وأولها سرطان الدم وما هو جديد بالنسبة إلى العلاجات المتصلة بالأدوية التي تخفف من عوارضه، إضافة إلى الأنواع الأخرى من هذا المرض».
ولفت د.الصغير إلى أن النقاشات بمؤتمر «أسكو» في شيكاغو «ركزت بشكل كبير على سرطان الرئة وعلاج المرضى بالأدوية المناعية الجديدة، وهي لأسباب تتعلق بارتفاع معدلات المدخنين، الذين يجب الطلب منهم في سن الأربعين إجراء صورة سكانر أو الماسح الضوئي ليتم كشف المرض في مراحله الأولى. لكن عادة ما يكون هذا المرض متقدما وقاتلا. وعندما يكون متقدما موضعيا تتم معالجته كيميائيا وبالأشعة والعلاج المناعي، أي اللجوء إلى تقوية مناعة الجسم ضد هذا المرض عن طريق أدوية عبارة عن مضادات حيوية. فالسرطان ينتج أمورا غريبة عن الجسم، أي بروتينات تصبح جديدة فتقوم خلايا المناعة بقتل المرض عن طريق بروتين اسمه PD1 يتعرف على الخلايا السرطانية ويقتلها. في المقابل، تقوم بعض خلايا السرطان بالاحتيال على المناعة بواسطة بروتين PDL-1 الذي يعتلي pd1 وتمنع خلايا المناعة من التعرف على هذا الخلية السرطانية كجسم غريب».
وأوضح د.الصغير «أن هناك أدوية تستهدف هذه العلاقة بين pd1 وpdL1، ووظيفتها كسر هذا الحاجز بقيام خلايا المناعة بقتل خلايا السرطان، وهذا العلاج المناعي الحديث يجري تطبيقه في علاجات أنواع عدة من أمراض السرطان».
وقال الصغير، صاحب مجموعة واسعة من الكتب والأبحاث العلمية والطبية في مجال مكافحة سرطان الثدي، ان 50% من حالات سرطان الثدي في لبنان والدول العربية تعود لنساء دون سن الخمسين. وأن 60% من مرضى السرطان بكل أنواعه ومن جميع الفئات العمرية يتعافون من المرض، وهذه النسبة قد تصل إلى 80 أو 90 في المئة عند الكشف المبكر للسيطرة عليه في بداياته. أما الشفاء منه فيكون عن طريق الجراحة والعلاج الكيميائي والإشعاعي، وهذا ما نسميه بالعلاجات المهدفة، ويتم تحويله بعد ذلك إلى ما نسميه بالمرض المزمن مثل الضغط أو السكري، الذي يستمر فيه المريض يتناول الأدوية بشكل دائم ولفترات طويلة.
وتطرق الصغير لأحدث طرق علاج السرطان متحدثا عن دراسة قدمها في مؤتمر «أسكو» تتعلق بالعلاج المهدف، وهو عبارة عن حبوب لمرضى سرطان الثدي أجري على عينة عشوائية من 220 مريضة جرى فيها دمج عقار اسمه ribociclib مع دواء هرمون مضاد، وأعطي لقسم من هذه العينة. والقسم الآخر من العينة ذاتها خضع لعلاج كيميائي مركب. ولوحظ أن العلاج الهرموني مع العلاج المهدف جاءت نتائجه أفضل من العلاج الكيميائي.
وأشار إلى «أن هناك أدوية مهدفة مضادة لبروتينات على سطح الخلايا السرطانية أو انزيمات داخلها تمنع نمو الخلايا السرطانية، وأدوية عن طريق المصل أو حبوب عن طريق الفم أيضا ضد سرطانات الجهاز الهضمي والكلى والرئة والثدي والمبيض والرحم والمبولة وغيرها».
وقال: «في دولنا العربية حيث ينتشر أيضا سرطان القولون الذي يطول حتى من هم في سن الأربعين، لذا نطلب منهم إجراء فحوصات دورية للبراز كل سنة وأيضا إجراء منظار للقولون مرة كل 5 إلى 10 سنوات. أما بالنسبة إلى المصابين بسرطان الثدي فننصح بإجراء صورة شعاعية للثدي (ماموغرافي) مرة كل سنة ابتداء من عمر الاربعين، ولمن هم دون سن الخمسين بإجراء الصور الشعاعية».
وعن الخطة الوطنية الخمسية لمكافحة السرطان التي أطلقتها وزارة الصحة اللبنانية قبل سنتين في سياق الإستراتيجية الوطنية للصحة 2030، أكد د.الصغير «أن الوزارة تقوم بجهود كبيرة في هذا المجال، وهي تساعد في تقديم الأدوية لمرضى السرطان لاسيما اؤلئك الذين لا يملكون التأمين الصحي، وهي أدوية مكلفة تسعى الوزارة من خلال بروتوكولات العلاج إلى توفيرها. هناك نوع من التقشف على الأدوية الباهظة الثمن الجديدة، وهي ذات مفعول قوي اذ توافق عليها الوزارة حسب نسبة فعاليتها، وتوصيات إرشادات بروتوكولات وزارة الصحة، وكذلك بحسب امكانياتها المادية».
وأشار الصغير إلى «أن آخر إحصاء لعدد المصابين بالسرطان في 2018 بين حوالي 16 ألف حالة جديدة في لبنان سنويا».
وأضاف: «حالات السرطان في ازدياد في العالم كله، إذ وصل العدد الاجمالي إلى 20 مليون حالة سرطان جديدة كل سنة، منها 10.3 ملايين عند الرجال و9.7 ملايين عند النساء، بينما عدد الوفيات بلغ 5.4 ملايين عند الرجال و4.3 ملايين عند النساء في 2022».