اخبار لبنان
موقع كل يوم -النشرة
نشر بتاريخ: ٢١ أيلول ٢٠٢٥
أوضح متروبوليت بيروت وتوابعها للرّوم الأرثوذكس المطران الياس عودة، خلال ترؤّسه خدمة القدّاس الإلهي في كاتدرائية القديس جاورجيوس في وسط بيروت، أنّ 'الحياة الجديدة لا تعني أن يكون المسيحي آلةً يحرّكها المسيح، من دون أن تكون له إرادة ومسؤوليّة في تحقيقها. سمِعنا في الإنجيل 'من أراد أن يتبعني فليكفر بنفسه ويحمل صليبه ويتبعني، لأنّ من أراد أن يخلّص نفسه يهلكها، ومن أهلك نفسه من أجلي ومن أجل الإنجيل يخلّصها'.
وأكّد، أنّ 'خلاصنا إذًا مرتبط بخيارنا وحريّتنا. المسيح فَتح لنا الطّريق ودعانا، تاركًا لنا حرّيّة الإختيار'، مشيرًا إلى أنّ 'المسيرة صعبة لأنّها تتطلّب تواضعًا وتضحيةً وإنكارًا للنّفس وحملًا للصّليب، وهذا يتجلّى في كلّ موقف يختار فيه الإنسان أن يضع مشيئة الله فوق مشيئته، وأن يشهد للحق في عالم يسوده الكذب والرّياء، وأن يكون محبًّا في مجتمع قائم على الحسد والحقد، وأن يبقى أمينًا لإيمانه ومبادئه بين أناس يقدّمون المصلحة على الأخلاق، ويؤمنون أنّ الغاية تبرّر الوسيلة، وهذا قمّة الأنانيّة واللاإنسانيّة'.
ولفت المطران عودة إلى أنّ 'مسيرة الخلاص صعبة، لكنّها تقود إلى التحرّر من أسر الخطيئة ونير الاستعباد للشّرّ، وتقود إلى الإتحاد بالله وإلى القيامة والفرح السّماوي'، مبيّنًا أنّ 'علاقة الرّبّ يسوع بنا لم تبدأ مع قرارنا بالإيمان به، بل مع الحدث التاريخي ببذله نفسه على الصّليب، وهذا البذل دليل محبّته لنا، الّتي هي أساس كلّ ما يجلب لنا الخلاص. أمّا محبّتنا فهي أقلّ ما يمكننا فعله، للدّلالة على أنّنا تلقّينا فعلًا عطيّة الله في المسيح'.
وركّز على أنّ 'الإيمان الّذي هو جوابنا على عطيّة الله لا يؤمّن لنا الخلاص، ولا يمكن أن يكون برهانًا على أنّه إيمان حقيقي بابن الله الّذي أَحبّنا، إن لم يمرّ بامتحان المحبّة اليومي، الّذي لا ينتهي إلّا بموتنا'. وختم: 'لذا، دعوتنا اليوم أن نتعلّم كيف نحبّ الآخر ونتقبّله، كائنًا من كان، من دون أن نذوب فيه أو نتعلّق به أو نتأثّر بأفكاره وإيمانه، بل أن نثبّت على صخرة المسيح، إيمانيًّا وجسديًّا، فتصبح محبّتنا تلقائيّة تجاه كلّ إنسان، لأنّ الله خَلق الإنسان على صورته ومثاله؛ دون أن يذكر لونًا أو دينًا أو طائفةً أو جنسًا. فأحبّوا الجميع محبّتكم للمسيح'.