اخبار لبنان
موقع كل يوم -النشرة
نشر بتاريخ: ١٨ نيسان ٢٠٢٥
أشار البطريرك الماروني الكاردينال مار بشارة بطرس الراعي، خلال ترؤّسه رتبة سجدة الصّليب على مذبح كنيسة الباحة الخارجيّة للصّرح البطريركي في بكركي 'كابيلا القيامة'، إلى أنّ 'رتبة دفن المسيح هي احتفال وإقرار بمحبّته اللامتناهية. إنّه العبد المتألّم وهو أيضًا العبد المنتصر، كما تنبّأ أشعيا: 'هوذا عبدي يوفّق ويتعالى ويرتفع ويتسامى جدًا' (اشعيا 52 : 13)'.
وشدّد على أنّ 'الإله خلّصنا بخدمته لنا. خلّصنا مجّانًا لأنّه أحبَّنا أوّلًا. خدمنا ببذل حياته من أجلنا. حبّه حمله إلى تقديم ذاته لأجلنا، حاملًا كل خطايانا وخطايا البشريّة جمعاء. والآب عضده في تحمّل آلامه'، مبيّنًا أنّ 'الرّب خَدمنا حتّى في تحمّل الأوضاع الأكثر ألمًا بالنّسبة إلى من يحب، ونعني بها: الخيانة والتخلّي'.
وأوضح البطريرك الراعي أنّ 'يسوع اختبر الخيانة من التّلميذ الّذي باعه بثلاثين من الفضّة، ومن التّلميذ الّذي خانه، ومن الشّعب الّذي حوّل الهوشعنا بإصلبه (متى 27: 22)، ومن خيانة السّلطة الدّينيّة الّتي حَكمت عليه بالصّلب ظلمًا، ومن خيانة السّلطة السّياسيّة الّتي غسلت يديها. وهو الذي بادل بالحب. فكم كان مؤلمًا على قلب الله الّذي هو الحب حتّى النّهاية'.
وذكر أنّ 'يسوع عاش التّخلّي المرّ من الجميع، فصرخ من على صليبه: 'إلهي، إلهي، لماذا تركتني؟' (متى 27: 46). لقد تألّم مِن تخلّي خاصته الّذين هربوا، ولكن لم يبقَ له إلّا أبوه'، مؤكّدًا أنّه 'احتمل هذا التّخلّي من أجلنا، من اجل خدمتنا. فعندما نشعر بتخلٍّ، نتذكّر أنّ المسيح اختبر التّخلّي الكامل لكي يكون متضامنًا معنا. فَعل كلّ ذلك من أجلي، من أجلك، من أجلنا جميعًا، فعله ليقول لنا: 'لا تخف، لست لوحدك، أنا اختبرت كل هذا الألم لأكون دائمًا بقربك'.
كما دعا إلى أن 'نصلِّي إلى المسيح الرّب كي يجعلنا نحوِّل بالحب والخدمة كل شرّ إلى خير، وكي نتتلمذ دائمًا وفي كل لحظة من حياتنا للمسيح المصلوب تكفيرًا عن خطايانا، والقائم من الموت لتبريرنا'.