وزيرة سيادية بطلة و"اخت الرجال"

لم نكن لنحلم نحن معشر الرياضيين الشرفاء والآوادم منذ عقود، بوزيرة بطلة تطبق القوانين وتحفظ هيبة الدولة وسيادتها كما فعلت وتفعل الوزيرة نورا بيرقداريان التي يمكن وصفها بالوزيرة "اخت الرجال" التي أعادت إلى الوزارة في وقت قياسي، مكانتها وهيبتها امام حفنة من المنتفعين ومن "تجار الرياضة" وشريكهم المضارب الذي كان وسيبقى الأسوأ ولن ينافسه احد من اللاحقين مهما كانوا سيئين على لقب "الأسوأ"!

ما فعلته نورا بيرقداريان في اشهر لرياضة نظيفة وشباب يحلم بمستقبل رياضي واعد، عجز اسلافها عن القيام به طيلة عقود، وستبقى الوزيرة طالما بقيت على إصرارها في مكافحة الفساد الرياضي منارة مضيئة في سواد الحركة الرياضية اللبنانية إلى جانب رؤساء اتحادات من طينتها غير مرتهنين إلا للشباب والرياضة.

لا ينقص معالي الوزيرة إلا إتمام المسح الرياضي الذي طالبنا به منذ عقود، (نفذ مرة على قياس البعض)، فلتبدأ الوزارة في مسح اتحاد الرماية والصيد الذي يضم اندية رماية الرصاص التي تعطي رئيسه افضلية كل مرة ليفوز برئاسة اتحاد اولمبي، فيما الالعاب الاولمبية لا تعترف برماية الرصاص، وبات على الوزارة فصل الرماية على الاطباق عن الرماية بالرصاص لانها ليست اولمبية بل يستعملها رئيس الاتحاد للفوز برئاسة الاتحاد والسيطرة على مقدراته والسفر والسياحة بإسم الاتحاد والرماة الابطال!

فلتمسح الوزارة اتحاد القوس والنشاب الذي يوزع على الإعلام نفس الصورة لبطولاته منذ سنوات، والذي لا يتجرأ على دعوة الإعلام الرياضي لتغطية مسابقاته، التي في معظمها وهمية... حيث لا تستوفي معظم انديته الشروط والمواصفات الاولمبية ولا يملك الاتحاد إلا مدربًا واحدًا يدور على الاندية التي لا يتجاوز عدد لاعبيها اصابع اليدين والباقي "مرتزقة" من غير اللبنانيين تتم الاستعانة بهم في البطولات الصورية، لـ "كمالة العدد"، فيما ينصّب رئيسه نفسه مدافعًا "شرسًا" عن الرياضة والرياضيين.

فلتمسح الوزارة اتحادت لم تقم بطولاتها منذ سنوات، ومسؤولين استولوا عليها لا يعرفون عنها ومنها إلا كرسي وجاهة و"سفرة ريلاكس" ولقب "ريّس"!

فلتمسح معالي الوزيرة أرض الملاعب ببعض "تجار الرياضة" حيث مكانهم الصحيح تحت اقدام الرياضيين الشرفاء، ولتستمر في "شطف" الاتحادات الوهمية التي "عشعشت" في وسطنا وأفرزت إداريين من طراز "دونكيشوت" يحاربون طواحين الهواء... وينتصرون!

اما للذي ساهم في "تفريخ" الاتحادات الوهمية، فنقول ان التاريخ لن يرحم وسيذكر دائمًا وجود مسؤول "ذليل" أطاع الأوامر وخرّب ما كان مؤتمنًا عليه، فطعن الرياضة والشباب، ويستحق محاكمة الارض قبل محاكمة السماء، والفرق بين فشله ونجاح خلفه كالفارق بين الباطل والحق.   ايلي نصار