اخبار لبنان
موقع كل يوم -هنا لبنان
نشر بتاريخ: ٢٦ نيسان ٢٠٢٥
تتجه الأنظار اليوم إلى سلطنة عمان حيث ستُعقد المفاوضات المباشرة بين الولايات المتحدة وإيران، في خطوة هي الثالثة من نوعها خلال ثلاثة أسابيع. المفاوضات، التي يقودها المبعوث الأميركي ستيف ويتكوف، ستكون بمثابة فرصة جديدة لتقريب وجهات النظر بين الطرفين حول الملف النووي الإيراني. وتأتي هذه المفاوضات في وقت حساس، مع تصريحات الرئيس الأميركي دونالد ترامب التي تؤكد تمسكه بالخيار الدبلوماسي، رغم تحذيراته المستمرة من احتمال اللجوء إلى الخيار العسكري لضمان عدم حصول إيران على أسلحة نووية.
وفي الوقت الذي أحرزت فيه المحادثات غير المباشرة تقدمًا ملحوظًا، تبقى العديد من القضايا العالقة بين طهران وواشنطن، خصوصًا في ما يتعلق بقدرة إيران على تخصيب اليورانيوم.
وتثير هذه المفاوضات تساؤلات حول ما إذا كانت ستنجح في تجاوز العقبات الحالية، أم ستظل تراوح في مكانها وسط التوترات المستمرة بين الجانبين.
ومن المقرر أن تُعقد اليوم السبت المفاوضات المباشرة بين واشنطن وطهران فى سلطنة عمان بحضور المبعوث الأميركي ستيف ويتكوف وستكون الثالثة له خلال ثلاثة أسابيع. وهو أول لقاء يعقد مباشرة بين الفريقين الفنيين. وسيقود الشق الفني عن الجانب الأميركي رئيس قسم التخطيط في وزارة الخارجية مايكل أنتون وذلك بحضور المبعوث الخاص ويتكوف، ويأمل الرئيس ترامب التوصل إلى حل دبلوماسي لكنه لم يستبعد في الوقت نفسه اللجوء الى الخيار العسكري لضمان عدم حصول إيران على أسلحة نووية.
وجرت آخر مفاوضات مباشرة معروفة بين البلدين في عهد الرئيس الأميركي الأسبق باراك أوباما، خلال المساعي الدبلوماسية التي أدت إلى إبرام الاتفاق النووي عام 2015.
محادثات أميركية – إيرانية أحرزت 'تقدماً جيداً جداً'
وفي مقابلة مع مجلة 'تايم'، نُشرت أمس الجمعة، قال ترامب: 'أعتقد أننا سنبرم اتفاقاً مع إيران'، وذلك بعد محادثات أميركية – إيرانية غير مباشرة الأسبوع الماضي، اتفق فيها الجانبان على وضع إطار لاتفاق محتمل. وذكر مسؤول أميركي أن المناقشات أحرزت 'تقدماً جيداً جداً'.
ورداً على سؤال عمّا إذا كان منفتحاً على لقاء الزعيم الإيراني الأعلى علي خامنئي، أو الرئيس مسعود بزشكيان، قال ترامب: 'بالتأكيد'.
وعند سؤاله عمّا إذا كان يخشى من أن يجرّ رئيس الحكومة الإسرائيلية بنيامين نتنياهو، الولايات المتحدة، إلى حرب مع إيران، قال ترامب: 'لا'. وأكد أنه لم يمنع إسرائيل من شنّ ضربات، لكنه أشار إلى أن بلاده 'قد تشارك طوعاً في حرب (محتملة) تشنّها إسرائيل ضد إيران، إذا لم نتمكن من التوصل إلى اتفاق'، وتابع: 'سأكون في الطليعة، إذا لم نتوصل إلى اتفاق'.
من جانبه، وصف المرشد الإيراني علي خامنئي المحادثات بين بلاده والولايات المتحدة، بـ'الوضع المؤقت'. وقال خلال مجلس عزاء في طهران، مساء الخميس، إن 'الوضع ليس دائماً، وهذا التسلّط للنفاق ليس قدراً دائماً، بل هو مؤقت ضمن تقدير إلهي'.
وبين تصريحات كل من خامنئي وترامب، لا تزال طبيعة الاتفاق غامضة، لكن الخلافات تتركز حول حرمان إيران من أي قدرة على التخصيب من الأساس، أو السماح لها باستخدام كمية محددة من اليورانيوم منخفض التخصيب في برامج نووية مدنية وسلمية.
جولة ثالثة للمفاوضات بين واشنطن وطهران
وأوردت صحيفة 'نيويورك تايمز' أن الجولة الثالثة من الاجتماعات الفنية في سلطنة عمان، ستبدأ 'دون أن تحدد إدارة ترامب بعد الحد الأدنى المقبول بالنسبة لها في صفقة نووية مع إيران'.
وتدخل المفاوضات بين واشنطن وطهران 'مرحلة حساسة'، حسب وصف وسائل إعلام إيرانية، إذ أفاد التلفزيون الحكومي بأن وزير الخارجية الإيراني عباس عراقجي، الذي توجه الجمعة إلى مسقط، قال إن إحراز تقدم في المحادثات النووية غير المباشرة مع الولايات المتحدة مرهون بإظهار الولايات المتحدة حسن النية والجدية.
وكان عراقجي قد صرّح، الأربعاء الماضي، بأن المفاوضات تسير في الاتجاه الصحيح، غير أنه من المبكر إصدار حكم نهائي بشأنها.
وكان المتحدث باسم وزارة الخارجية الإيرانية، إسماعيل بقائي، قد أعلن أن عراقجي توجه مساء الجمعة إلى مسقط على رأس وفد دبلوماسي وفني يضم خبراء، لإجراء مفاوضات غير مباشرة مع الولايات المتحدة.
وأشار بقائي إلى التفاهم بين الجانبين لعقد اجتماع فني وعلى مستوى الخبراء، بالتزامن مع حضور كبار المفاوضين من كلا البلدين.
وأكد المتحدث الإيراني أن إحراز التقدم في المفاوضات يتطلب إبداء حسن النية والجدية والواقعية من قبل الطرف المقابل.
ويبرز في هذا السياق أيضاً، ردّ سفير غربي على سؤال لـ'الجمهورية'، مرجّحاً احتمال وصول واشنطن وطهران إلى اتفاق، لأنّ كلا الطرفَين بحاجة إلى هذا الاتفاق. وأضاف: 'بديهي القول إنّ الاتفاق النووي المرتقب، إن تمّ التوصّل إليه كما هو متوقع، فإنّه سيطوي حقبة طويلة من الخلافات والتوترات بين البلدَين، وستكون له ارتدادات إيجابية شاملة سواء بين الولايات المتحدة الأميركية وإيران بصورة مباشرة، أو على مستوى مناطق نفوذهما، ولبنان بالتأكيد ستشمله هذه الارتدادات، وآمل أن يحصل ذلك على وجه السرعة'. وعمّا إذا كانت إسرائيل قادرة على إفشال الاتفاق، فردّ: 'أستبعد ذلك'.