اخبار لبنان
موقع كل يوم -أخبار لبنان
نشر بتاريخ: ١٢ أب ٢٠٢٥
دخلت القيادة العسكرية والسياسية في إسرائيل في مواجهة مفتوحة، بعد أن رفض وزير الدفاع يسرائيل كاتس المصادقة على سلسلة تعيينات عسكرية أقرها رئيس الأركان إيال زامير، واصفا إياها بأنها تمت بالمخالفة للإجراءات المتبعة ودون تنسيق مسبق.
حيث أوقف وزير الدفاع الإسرائيلي يسرائيل كاتس، عملية التعيينات في الجيش الإسرائيلي التي أجراها رئيس الأركان إيال زامير ليلة أمس.
ولفت المراسل العسكري للقناة 14 العبرية بأن وزير الدفاع لا ينوي مناقشة التعيينات والأسماء المنشورة إطلاقا أو الموافقة عليها، لأنها نفذت بالمخالفة لتعليماته، مشيرا إلى أنه سيتنم الطلب من رئيس الأركان التنسيق المسبق مع وزير الجيش لمناقشة هذه التعيينات أو غيرها لاحقا.
ونقلت القناة 12 العبرية، رد رئيس الأركان على وزير الدفاع في وقت متأخر فجر اليوم، الذي أوضح فيه بأن اجتماع تعيين تم عقده برئاسة رئيس الأركان لتعيين قادة في مناصب أساسية وميدانية في الجهاز العملياتي والهيئة، يتنافس عليها قادة ألوية الميدان الذين قادوا وواجهوا منذ اندلاع الحرب في عدة ساحات قتال.
وشدد على أن الاجتماع عقد وفق الإجراءات المتبعة، وأن رئيس الأركان هو الجهة الوحيدة المخولة باتخاذ قرارات التعيين لضباط برتبة عميد فما فوق، على أن ترفع التوصيات لاحقا إلى وزير الجيش للموافقة أو الاعتراض.
ومن جهتها أفادت صحيفة 'إسرائيل اليوم'، بأن رئيس الأركان إيال زامير كان قد حضر إلى مكتب وزير الدفاع كاتس ومعه قائمة تغييرات لقادة الفرق العسكرية بما فيهم فرقة غزة لكنه رفض استقباله بحجة أن جدول أعماله مزدحم، قبل أن يصدر كاتس بيانا أعلن فيه بأن التعيينات تمت دون تشاور أو موافقة مسبقة، وهو ما يعد خرقا للبروتوكول، مصرا على أنه لن يناقش الأسماء المطروحة ولن يصادق عليها.
وبحسب وزير الدفاع يسرائيل كاتس، فإن التعيينات المشتركة تتطلب تنسيقا مسبقا مع الوزير، كونه السلطة السياسية العليا على الجيش، حيث يلتقي رئيس الأركان بوزير الدفاع ويعرض عليه عددا من المرشحين المحتملين لكل منصب، ويخضع المستوى العسكري لوزير الدفاع ويعمل وفقا لتوجيهاته والسياسة التي يحددها.
ووصفت وسائل إعلام عبرية تصاعد الخلاف بين كاتس وزامير بأنه أزمة ثقة غير مسبوقة بينهما، وبحسب صحيفة يديعوت أحرونوت العبرية، فإن كاتس يدعي أن التعيينات تمت دون التنسيق معه، وزامير يدعي أنه طلب لقاء وزير الجيش قبل نشر التعيينات فماطل في الرد.
ولفتت الصحيفة إلى أن الجيش يربط بين إقرار التعيينات وبين الجاهزية والاستعداد للعملية العسكرية في غزة، في حين يعتبر المستوى السياسي ذلك بأنه ابتزاز غير مقبول.
وفي المقابل، نقلت يديعوت أحرونوت عن مسؤولين عسكريين إسرائيليين، إشارتهم إلى أن رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو يقف خلف عرقلة التعيينات في الجيش، في خطوة تفسر على أنها محاولة للحفاظ على سيطرة سياسية على التشكيلات العسكرية قبل عملية عسكرية حاسمة، في حين وصف قادة في الجيش ربط التعيينات بخطط احتلال غزة بأنه ابتزاز من القيادة السياسية.
احتلال قطاع غزة
ويذكر أن المجلس الوزاري الإسرائيلي المصغر للشؤون السياسية والأمنية، وافق في وقت سابق من هذا الشهر على خطة للسيطرة على غزة، اقترحها رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو.
وكانت خطة نتنياهو احتلال قطاع غزة، قد تسببت بظهور الخلاف بين المستويين السياسي والعسكري على السطح، بعد أن لاقت معارضة من الجيش الإسرائيلي الذي عزا ذلك بالخوف على حياة الأسرى والكثافة السكانية العالية، مما دفع عددا من المسؤولين الإسرائيليين لمهاجمة رئيس الأركان إيال زمير، مطالبينه بإعلان امتثاله لتعليمات نتنياهو أو الاستقالة إذا لم يناسبه احتلال قطاع غزة.