خاص - شهاب

وصف المختص في شؤون القدس عبد الله معروف ما جرى اليوم في المسجد الأقصى المبارك بأنه 'محطة مركزية كبرى' في مسار تغيير الوضع القائم، مؤكدًا أن ما كان يُعرف بالوضع القائم بات من الماضي الواقعي، على حد تعبيره.

وأشار معروف في تصريح خاص بوكالة شهاب إلى أن عدد المستوطنين الذين اقتحموا الأقصى اليوم بلغ 3969 مستوطنًا، وهو رقم قياسي غير مسبوق منذ احتلال المدينة عام 1967، لافتًا إلى أن جماعات 'المعبد' المتطرفة اعتادت على تسجيل أرقام قياسية خلال ما يُعرف لديهم بـ'ذكرى خراب المعبد'، لكن الرقم القياسي لهذا العام تجاوز جميع السنوات السابقة منذ عام 2017.

ورأى معروف أن خطورة ما جرى لا تكمن فقط في عدد المقتحمين، بل في نوعية الاقتحام ذاته، حيث أقام المستوطنون صلوات وطقوسًا تلمودية علنية داخل ساحة المصلى المرواني، قرب الجامع القِبلي، في سابقة هي الأخطر من نوعها، وسط هتافات صاخبة لم يشهد المسجد مثلها من قبل، وبقيادة شخصيات متطرفة أبرزها وزير الأمن القومي الإسرائيلي إيتمار بن غفير.

وأبدى معروف استغرابه مما وصفه بـ'التركيز الإعلامي والرسمي المفرط' على اقتحام بن غفير فقط، مؤكدًا أن الاقتحام شمل أيضًا شخصيات رسمية أخرى، بينها نائب وزير الخارجية، وأعضاء كنيست ووزراء من أحزاب اليمين الإسرائيلي، في مشهد يعكس تحولًا سياسيًا منظمًا تجاه فرض سيادة إسرائيلية على المسجد.

وحذّر معروف من أن ما جرى اليوم سيُشجع جماعات 'المعبد' المتطرفة وحكومة الاحتلال على الذهاب أبعد في مخططاتها، بما يشمل إدخال أدوات الطقوس التوراتية بشكل كامل، والتمهيد لتنفيذ قرابين حيوانية، وصولًا إلى محاولة بناء كنيس يهودي داخل الأقصى، وهو ما يطالب به بن غفير علنًا بشكل متكرر.