كشف كتاب إسرائيلي صدر حديثا بعد حصوله على موافقة الرقابة العسكرية عن تحول الجيش الإسرائيلي إلى 'جيش يعاني من الانفصام' خلال العدوان على قطاع غزة منذ أكتوبر 2023.

وأشار الكتاب، الذي ألفه اللواء الاحتياطي وعالم الأنثروبولوجيا أساف حازاني، إلى أن الجيش تحول من كونه جيشا تابعا لدولة إلى 'جيش عصابات'، حيث انخرط الجنود في أعمال انتقامية عنيفة وغير منضبطة.

وأبرز الكتاب ممارسات مروعة ارتكبها الجنود، منها تمزيق وحرق نسخ من القرآن الكريم بشكل انتقامي، والتقاد الصور (سلفي) أثناء تنفيذ هذه الأعمال.

وأكد المؤلف أن هذه الممارسات حصلت في بعض الأحيان أمام فلسطينيين مكبلين خارج المساجد بهدف إشباع 'غريزة الانتقام' لدى الجنود، 'على الرغم من تعارض هذه الأفعال مع أوامر القيادة العليا للجيش'.

وأضاف الكتاب أن إحراق نسخ القرآن أصبح 'أمرا عاديا' خلال الحرب على غزة، وحظي بشرعية غير مسبوقة بين الضباط والجنود، بل وتم تغطية هذه الأحداث في وسائل الإعلام العبرية وكأنها أمور طبيعية.

وحسبما يشير الكاتب 'كما قام الجنود بنشر مقاطع مصورة لهذه الأعمال على وسائل التواصل الاجتماعي، مما تسبب في إلحاق ضرر كبير بسمعة الجيش الإسرائيلي، وساهم في وصول هذه الأدلة إلى محكمة الجنايات الدولية في لاهاي'.

وتطرق الكتاب أيضا إلى قيام الجنود بإحراق الحقول الزراعية والأماكن الأخرى بدافع الانتقام، 'مما أثر سلبا على الخطط العسكرية المقررة' كما أكد المؤلف، مشيرا إلى أن 'هذه الأعمال الانتقامية تتعارض مع القانون الدولي، ويجب محاسبة منفذيها'.

من جهته، علق البروفيسور يغيل ليفي، الخبير في الشؤون العسكرية، لصحيفة 'هآرتس' العبرية، بأن هذه الممارسات تحدث عندما يشعر الجنود بأن الدولة 'باتت سائبة ومنحلة'.

وأشار إلى أن 'دعوات الانتقام لم تأت من الجنود فقط، بل من القيادات العليا أيضا، بما في ذلك رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو ووزير الدفاع السابق يوآف غالانت، بالإضافة إلى كبار الحاخامات والفنانين'.

'يرتدون فساتين نساء غزة'.. صورة متداولة لجنود إسرائيليين تثير غضبا كبيرا (صورة)

بدورها، أكدت عيديت شيفران-غيتلمان، من معهد دراسات الأمن القومي التابع لجامعة تل أبيب، أن 'غريزة الانتقام تفاقمت بعد هجوم السابع من أكتوبر 2023'، مشيرة إلى أن الضباط 'نسوا' توضيح طبيعة المهام العسكرية للجنود، مما أدى إلى ارتكاب جرائم قد تصنف كجرائم حرب وفق القانون الدولي.

وأشار الكتاب إلى أن 'الإسرائيليين رغم الإنجازات العسكرية المعلنة، يشعرون بأن الحرب انتهت بهزيمة إسرائيلية'، كما كشف عن ممارسات غريبة وسادية ارتكبها الجنود، مثل سرقة الملابس الداخلية للنساء الفلسطينيات وارتدائها، وتصوير أنفسهم أثناء ذلك ونشر المقاطع على وسائل التواصل الاجتماعي.

المصدر: وكالات