تترافق هذه الفترة من العام مع انتشار أخبار مثيرة للقلق حول ظهور أسماك القرش في بحر لبنان.

كثير من اللبنانيين لا يعرفون أن مياهنا الدافئة تجذب هذه الكائنات منذ آلاف السنين، حيث يحتضن البحر الأبيض المتوسط حوالى 39 نوعاً من أسماك القرش. ورغم ذلك، لم يُسجل في تاريخ لبنان أي حالة وفاة بسبب أسماك القرش والتي تسمّى أحيانا 'كلاب البحر'.

وعلى الرغم من أن حوادث هجوم أسماك القرش على البشر نادرة، إلا أن بعض الحوادث حول العالم تساهم في إذكاء الخوف منها. فمن منّا لا يتذكّر السائح الإيطالي الذي التهمه قرش في منتجع في الغردقة بمصر.

وبعيداً من ما يحصل في عالمنا، فإنّ للخيال دوراً هامّاً في خلق هذا الخوف فالأفلام السينمائية، مثلاً فيلم 'Jaws' 'the shallows' 'deep blue sea وغيرها، ساهمت في خلق صورة نمطية مبالغ فيها عن أسماك القرش، وتصويرها على أنها وحوش مفترسة تتربص بالبشر. أما الواقع فيثبت أن أسماك القرش لا تهاجم البشر إلا عندما تشعر بالخطر أو بعد استفزازها.

وتعليقاً على ذلك، أكدت الناشطة البيئية غنى نحفاوي أنّ 'سمك القرش هو الذي يخاف من البشر وليس العكس'. وفي حديث لـ 'نداء الوطن'، أوضحت أن أسماك القرش تعيش في عمق البحر، لكنها تقترب من الشواطئ مع وجود أشخاص يقومون بالتعدّي على بيئتها. فبعض الصيّادين يصطادون بشكل غير قانوني باستخدام الديناميت والصواعق على عمق 40 و80 متراً'.

وفي معلومة لافتة، أكّدت نحفاوي أن 'القرش حيوان ذكي، تعوّد على أنه عندما يسمع أصوات الانفجارات، يعني أنه سيموت عدد هائل من الأسماك التي تشكل وجبة طعام بالنسبة إليه، لا سيّما السردين. وعلى الأثر، سيقترب القرش من مصدر الصوت ليأكل وبالتالي هو فعلياً يقترب من الشواطئ'.

الأكيد أنه يجب علينا أن نعي أهمية أسماك القرش في الحياة البحرية، كي نتمكن من التعايش معها، لا سيّما أنّ مغادرتها بحورنا قد تتسبّب بمشكلة كبيرة.

كما أن القرش يعمل كفلتر للأسماك حيث 'يأكل الأسماك المسنّة والمريضة أو البطيئة بين جماعات السمك، تاركاً الأسماك الصحية سليمة وحرّة في البحر'، وفقاً لنحفاوي.

ورغم ندرة الحوادث، كما ذكرنا سابقاً، إلا أن الحذر يبقى واجباً. وتشير نحفاوي إلى أنه 'من الممكن أن يجذب الغوّاصون أسماك القرش، حيث يشبهون بقرة البحر، فريسة القرش المميّزة'. وكذلك تنجذب هذه الأسماك إلى الأشياء اللامعة، لذلك يحبّذ عدم ارتداء الثياب اللامعة أثناء الغوص.

وفي جانب آخر، يمنع القانون اللبناني المتاجرة بأسماك القرش، ولكن في بلد يسهل فيه الغشّ، لا بدّ من التنبّه إلى أنواع الأسماك التي نشتريها. إذ وبحسب نحفاوي، هناك 'مسامك' في لبنان تبيع لحم القرش تحت مسمى 'الفيليه'، مع الإشارة إلى أن لحم سمك القرش يحتوي على الزئبق السّام بالنسبة للإنسان، لذلك يُحرّم الإمساك به، أو أسره، أو قتله أو أكله لأنه خطير على صحة الإنسان.