في إطار التحركات الدبلوماسية اللبنانية على الساحة العربية والدولية، تأتي زيارة رئيس الجمهورية جوزاف عون إلى القاهرة لتؤكد على عمق العلاقات اللبنانية – المصرية، وعلى الدور المحوري الذي تلعبه مصر في دعم الاستقرار اللبناني وتعزيز الحوار العربي المشترك.

الزيارة التي تأتي تلبيةً لدعوة رسمية من الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي، تحمل في طيّاتها رسائل سياسية واقتصادية، وتعكس حرص لبنان على تثبيت روابطه مع الدول العربية المؤثرة، في ظلّ مرحلة دقيقة تمرّ بها البلاد تتطلب دعمًا إقليميًا واضحًا.

وفي التفاصيل، غادر رئيس الجمهورية صباح اليوم بيروت إلى القاهرة تلبية لدعوة نظيره المصري.

ويضم الوفد الرسمي وزير الخارجية يوسف رجي، وسفير لبنان في القاهرة علي الحلبي، وعدد من المستشارين.

وكان الرئيس عون، قد أكد في مقابلة مع قناة 'ON TV' المصرية، قبيل زيارته القاهرة، أنّ 'مصر تلعب دورًا قياديًا في المنطقة وهي تتفهّم ظروف لبنان'.

وقال: 'بدأنا خطواتٍ إصلاحيةً واقتصاديةً'، موضحًا أنّه 'لا يمكن حصر موضوع السلاح ضمن مدة زمنية ولا يجب العمل عليه بتسرّع'، ومشددًا على أن الحوار يحل جميع المشاكل وليس فقط موضوع السلاح.

وأكدت مصادر سياسية مطلعة لـ 'اللواء' أنه مع زيارة الرئيس عون الى القاهرة يكون رئيس الجمهورية قد استكمل جولاته على الدول العربية التي شاركت في اللجنة الخماسية، شاكرًا إياها على وقوفها الى جانب لبنان ودعمها له في كل المجالات ولا سيما في الاستحقاق الرئاسي. ولفتت إلى أن حضور مِصر لطالما كان مميزًا في مجال نصرة القضايا اللبنانية وكانت من أوائل الدول التي أبدت استعدادها للمبادرات لحل الأزمات في لبنان والتأكيد على استقراره وسيادة أراضيه وأهمية تنفيذ القرارات الدولية.

وأوضحت المصادر أن حراك رئيس الجمهورية تجاه الدول العربية ينسجم مع رؤيته ببناء أفضل العلاقات معهم، وسيكون لبنان على موعد مع زيارة الرئيس الفلسطيني قريبًا حيث يحلّ السلاح الفلسطيني طبقًا اساسيًا في المناقشات.

ووفقًا لأستاذ العلوم السياسية في مصر، الدكتور طارق فهمي، 'تأتي زيارة عون للقاهرة في توقيتٍ مهمٍ، حيث تشهد المنطقة تطوراتٍ عدة'. وأشار فهمي إلى أن 'زيارة الرئيس اللبناني تحمل رسالة تقدير للموقف المصري، الداعم لاستقرار لبنان ومؤسساته'، معتبرًا الموقف المصري 'إيجابيًا طوال الوقت تجاه بيروت'.

وأوضح فهمي لـ'الشرق الأوسط'، أن 'القاهرة قامت بتحركاتٍ عدة لدعم لبنان واستقراره بمواجهة الانتهاكات الإسرائيلية على الأراضي اللبنانية'، مشيرًا إلى أن 'عون يستهدف مزيدًا من الدعم المصري لموقف بلاده، في ضوء التطورات الإقليمية في غزة وسوريا'.

وكان الرئيس عون عاد من الفاتيكان، حيث شارك مع اللبنانية الاولى في القداس الحبري الاول للبابا لاون الرابع عشر.

وقال الرئيس عون، من الفاتيكان: 'آمل ان يُقبل ابناء البقاع وبيروت على صناديق الاقتراع، ليختاروا ممثليهم عن قناعة وحرية ومسؤولية'.