اخبار فلسطين
موقع كل يوم -فلسطين أون لاين
نشر بتاريخ: ١٨ شباط ٢٠٢٥
للمرة الأولى منذ زواجه قبل ثمانية وعشرين عامًا، يشعر الأسير المحرر بشار شواهنة بالفرح مع اقتراب شهر رمضان، إذ سيقضيه أخيرًا بين أسرته وأبنائه الذين حرمته منهم سجون الاحتلال الإسرائيلي. لم يشهد طفولتهم ولا شبابهم، ولم يكن بجانبهم في أي عيد أو مناسبة.
يأتي هذا رمضان بطعم مختلف، حيث ستجمعه مائدة السحور والإفطار بابنيه حسين (25 عامًا) ومحمد (23 عامًا)، اللذين أصبحا شابين وتخرجا من الجامعة، بفضل جهود والدتهما التي لعبت دور الأب والأم معًا.
عانت عائلة شواهنة من الاعتقالات الإسرائيلية المتكررة، فقد اعتُقل قبل زواجه مرتين، ثم مرتين بعده لفترات قصيرة، لكن الضربة القاسية كانت في اعتقاله الثالث عام 2003، حين صدر بحقه حكم بالسجن لمدة ثمانية وعشرين عامًا، قضى منها اثنين وعشرين عامًا قبل أن ينال حريته ضمن الدفعة الرابعة من صفقة التبادل بين المقاومة في غزة والاحتلال الإسرائيلي.
ورغم صعوبة الأسر، حرص شواهنة على استغلال وقته في الدراسة، قائلاً: 'درستُ عدة تخصصات في عدة جامعات، لكن بسبب ظروف السجن لم أتمكن من إتمامها جميعًا'.
وأضاف: 'كنت أدرس في الجامعة العبرية عندما اختطفت المقاومة في غزة الجندي جلعاد شاليط، فتوقفت إدارة السجون عن السماح لنا بالدراسة، وهكذا حالت ظروف الاعتقال دون إكمال دراستي في ثلاث تخصصات، كما أن الاعتقالات المتكررة حرمتني من استكمال دراستي الجامعية خارج السجن مرتين'.
ومع ذلك، لم يفقد الأمل، وتمكّن من الحصول على درجة البكالوريوس ثم الماجستير في العلوم السياسية من جامعة القدس – أبو ديس.
كان شواهنة يحرص خلال الزيارات على تشجيع ابنيه على التعليم، قائلاً: 'كان حلمي أن يحمل أبنائي شهادات جامعية، وقد تحقق ذلك بفضل الله ثم جهود زوجتي، حيث حصل حسين على درجة البكالوريوس في الهندسة المدنية، فيما يحمل محمد دبلومًا في إدارة المطاعم والفنادق'.
ويؤكد أن حلم الحرية هو الأسمى لكل أسير، ورغم الإنجازات التي قد يحققها داخل المعتقل، إلا أن السجن يسرق عمر الإنسان ببطء، ولا يبقى أمامه سوى التمسك بالأمل بأن يأتي اليوم الذي ينكسر فيه القيد.
وبدأت مشاعر الأمل تزداد لديه مع تنفيذ صفقة تبادل الأسرى، حيث رأى زملاءه يُفرج عنهم واحدًا تلو الآخر، حتى جاءه الخبر الذي انتظره طويلًا بأنه سيكون ضمن الدفعة الرابعة من الأسرى المحررين.
يقول لصحيفة 'فلسطين': 'لا يمكن وصف شعور الفرح وقتها، وأول ما تبادر إلى ذهني أن والدتي سترتاح أخيرًا من عناء زياراتها لي في المعتقل، فهي لم تفوّت أي موعد زيارة طوال هذه السنين'.
ويضيف: 'لمدة ستة عشر عامًا، كانت تزورني أنا وشقيقي، رغم أننا كنا في سجنين مختلفين. كانت تعود من زيارتي في منتصف الليل بعد رحلة مذلة، لتستعد بعد ساعات قليلة لزيارة أخي فجر اليوم التالي. وبعد أن تحرر أخي، استمرت بزيارتي حتى لحظة تحرري'.
ولم يكن الفرح فقط من أجل والدته، بل لرؤية السعادة في ملامح زوجته الصابرة، التي أدت دورها الأسري بكل تفانٍ رغم غيابه الطويل.
وفي ختام حديثه، يعيد شواهنة الفضل في عودته إلى عائلته بعد سنين الاعتقال إلى تضحيات أهل غزة، قائلًا: 'نشكر أهل غزة على تضحياتهم وعطائهم، ونسأل الله أن يتقبل شهداءهم في أعلى عليين، وأن يعوض كل من فقدوا بيوتهم وممتلكاتهم، ويشفي جرحاهم، ويفك أسر معتقليهم'.

























































