في الوقت الذي تعلن فيه إيران تنفيذ ضربات نوعية تجاه أهداف إسرائيلية، تحرص دولة الاحتلال على اتباع سياسة تعتيم إعلامي صارمة حول هذه الهجمات، خصوصًا في الإعلام العبري الرسمي.

يطرح هذا التعتيم تساؤلات حول أهدافه وخلفياته، وسط تصاعد التوتر الإقليمي والانخراط الإسرائيلي في جبهات متعددة.

تسعى دولة الاحتلال إلى الإبقاء على صورتها كقوة متفوقة لا تخترق، ومنع ظهورها بمظهر الدولة الضعيفة أو العاجزة عن صد الهجمات، خصوصًا أمام جمهورها الداخلي والرأي العام العالمي.

وكشف تفاصيل الهجمات قد يثير الخوف بين المستوطنين، ويؤدي إلى حالة من الهلع أو فقدان الثقة بالحكومة والجيش، خاصة مع فشل منظوم 'القبة الحديدية' في بعض الأحيان باعتراض الضربات.

الخبير في الشأن الاسرائيلي نظير مجلس يوضح ان رئيس حكومة الاحتلال بنيامين نتنياهو نفسه يمارس التعتيم الإعلامي ولا يقول الحقيقة لاهداف الحرب مع ايران بسبب زيادة الخناق عليه في عدوانه على غزة.

ويقول مجلي في حديثه لصحيفة فلسطين: ' نتنياهو يحتاج إلى أي حرب من اجل يستمر في الحكم وتأخير محاكمته في قضايا الفساد لذلك هو يريد الحروب'.

ويوضح مجلي أن الحرب تقوي مركز نتنياهو وبقاؤه في الحكومة.

ويشير إلى ان الجمهور الاسرائيلي يعرف ان ايران تشكل خطر كبير عليه رغم محاولات التعتيم حول تأثير الضربات الإيرانية.

ويلفت إلى أن الاسرائيليين يتجاوزون محاولات التعتيم الرسمية في دولة الاحتلال من خلال الاستماع للتصريحات الإيرانية وأخذها جميعها على محمل الجد والمصداقية.

ويذكر ان حديث نتنياهو حول أن حرب الاحتلال مع ايران مصيرية هو ضمن التضليل الإعلامي والكذب الممارس من قبله.

ويبين ان نتنياهو لا يكتفي بالتعتيم حول ما يحدث من الحرب بل يضلل الاسرائيليين بشكل متواصل حول أهداف الحرب.

الانهيار النفسي

بدوره أوضح الكاتب والمحلل السياسي محمد القيق ان الاحتلال الإسرائيلي يتعامل مع المشهد على أنه مواجهة مفتوحة، مؤكدًا أنه يستخدم التعتيم والتغطية الإعلامية كأداة لحماية جبهته الداخلية من الانهيار النفسي.

ولفت القيق في حديثه لصحيفة فلسطين إلى أن الاحتلال يسعى من خلال هذا التعتيم إلى رفع الروح المعنوية للمستوطنين، خاصة في ظل الضربات القوية التي يتعرض لها، إضافة إلى محاولة تعزيز معنويات الجيش الذي يعاني من حالة ترهل واضحة، ويعيش تحت ضغط الخوف والرعب.

وأكد أن الهدف الأساسي من هذه السياسة الإعلامية هو إنجاح منظومة الحماية النفسية للداخل الإسرائيلي، في ظل الفشل الأمني المتراكم.

وشدد القيق على أن الاحتلال ليس كيانًا حضاريًا، بل هو كيان تجميعي قام على الردع والاقتصاد والأمن، مضيفًا أن المستوطن، حين يشعر بالإهانة والخطر الحقيقي، سيرحل ويغادر، لأنه لم يبن على أساس عقائدي أو وطني، بل على مصالح مادية.

وأشار إلى أن الاحتلال اليوم تحت القصف المباشر، وهذه الهشاشة الأمنية تهدد وجوده ومستقبله، خاصة إذا استمرت الضربات واتسع نطاقها.