تشير التطورات السياسية الراهنة إلى أنّ حزب الله يواجه احتمالية عزلة انتخابية محتملة إذا طرأت إجراءات مالية وسياسية تهدف إلى عزل البيئة الشيعية، وهو ما أشار إليه رئيس مجلس النواب نبيه برّي. فأي مسعى من هذا النوع يثير قلق الشارع الشيعي ويضع الثنائي أمام تحديات كبيرة. وهذا القلق ليس مجرد فرضية، بل واقع يتابعه جمهور حزب الله وحركة أمل عن كثب.

في هذا السياق، أشار المحلّل السياسي قاسم قصير لموقع mtv الى أنّ التخوّف الذي عبّر عنه رئيس مجلس النواب نبيه برّي في الآونة الأخيرة حيال أي تعديل محتمل في قانون الانتخابات أو إجراءات قد تهدف إلى عزل البيئة الشيعية، هو تخوّف واقعي لدى جمهور حركة أمل وحزب الله.وأوضح قصير أنّ هذا القلق ينبع من الأجواء السياسية العامة ومحاولات الضغط على الثنائي الشيعي في أكثر من ملف، مضيفًا أنّ المشهد الانتخابي لا يزال غير واضح المعالم، إذ حتى الآن لا توجد معلومات واضحة حول الانتخابات النيابية المقبلة، أو شكل التحالفات التي ستواكبها، لأنّ الأمر مرتبط أولاً بحسم مسألة إجراء الانتخابات أو تعديل قانون تصويت المغتربين.وقال إن الحديث عن الانتخابات لا يزال سابقًا لأوانه، فيما القوى السياسية تتابع التطورات وتتهيأ للاستحقاق على ضوء المشهد الإقليمي والداخلي.وتظهر المعطيات أنّ التحالف الثابت في الداخل اللبناني هو بين حزب الله وحركة أمل، في حين أنّ التحالفات الأخرى تظل رهينة للوقائع الميدانية والسياسية.

وأشار قصير إلى أنّ التيار الوطني الحر اتخذ منذ فترة خيارًا سياسيًا مستقلاً، لكنّ ذلك لا يمنع احتمال عقد تفاهمات انتخابية مع الحزب في بعض المناطق، وقد تعود التحالفات بينهما تبعًا للتطورات المقبلة.ورغم الضغوط والتحديات، يؤكد قصير أنّ القاعدة الشعبية والسياسية للثنائي الشيعي لا تزال متماسكة، ولا مؤشرات حتى الآن إلى تراجع دور حزب الله أو حجم كتلته النيابية، إذا لم تطرأ تغييرات كبيرة على المشهد الداخلي أو القانون الانتخابي.

ويبقى الحديث عن عزلة حزب الله محصورًا في نطاق النيات السياسية أكثر منه واقعًا ملموسًا، فالثنائي الشيعي يحافظ على تماسكه وقوّته داخل بيئته رغم الضغوط المستمرة. وما علينا إلا متابعة التطورات المقبلة لرصد التحولات التي قد تعيد رسم التحالفات السياسية وموازين القوى في لبنان.