اخبار لبنان
موقع كل يوم -النشرة
نشر بتاريخ: ٩ تشرين الثاني ٢٠٢٥
أكد المحامي البروفسور أنطونيوس أبو كسم في كلمة له خلال الندوة التي أقيمت في بيت المحامي – بيروت، بمناسبة إطلاق مؤلّفه الجديد 'لبنان بين شرعية الدولة والشرعية الدولية كتابات في جائحة المعاناة والاختبار 2019-2025' أن 'هذا المؤلَّف ليس دعاية سياسيّة أو مهنيّة، بل هو وليدة أزمة الحريات الأكاديميّة، حيث أنّ بعض المقالات في هذا الكتاب التي تناشد احترام مبدأ الشرعيّة وسيادة لبنان، كانت سبباً لمحاولات إقصاء أو لاستعداء مباشر وغير مباشر في مؤسسات تعليم عالٍ رسميّة وخاصّة. إنّ الحريات الأكاديمية أساس للتطور العلمي ولتطوّر الفكر ولإعلاء ورفع مستوى التعليم العالي'.
وأضاف: 'دفاعاً عن حريّة الفكر ووفاءً لقسم المحاماة فضّل الحريّة المطلقة بدلاً من الخضوع أو الرضوخ عبر قول الحقيقة، إيماناً بتعاليم السيّد المسيح 'تعرفون الحقّ والحقّ يحرّركم'.
ورأى أن 'قول الحقّ وحتى في الأنظمة الديمقراطية له تبعات، 'فما ترك لي الحقُّ صاحباً' حسب قول الإمام عليّ. فأيّ صاحب هذا تبني العلاقة معه على الرياء بعيداً عن الشفافيّة؟ وعلى المصالح بدلاً من القيم؟ أو على الفساد بدلاً من الإصلاح؟ حضور المدعوين الحاشد في الحفل يبعث الأمل، ويُثبت أنّ لسيادة القانون ليس فقط أصحاباً، بل أيضاً سيّدات وسادة مناضلات ومناضلين أوفياء ملتزمين بقضيّة لبنان الدولة'.
ووجّه أبو كسم تحيّة إلى طلابه قائلاً: 'جامعة الوطن التي ستستمرّ بفضل الشرفاء، فالحقّ أقوى من الشرّ'.
وتابع: 'لنذكّر أنّ لبنان بلد الحريات العامة في الشرق ولهذا يتمّ اغتيال الشخصيات لكمّ أفواههم وعشية ذكرى اغتيال الشهيد جبران تويني نقول ممنوع كمّ الأفواه' (اقتباس من مرافعة المحامي أبو كسم أمام المحكمة الدولية الخاصة بلبنان بتاريخ 5 كانون الأول 2015)'.
وأضاف:'هذه الكلمة التي هي تعبير عن الفكر، الذي يصنع القانون، هذه الكلمة، التي تدافع عن القانون، هذه الكلمة التي تدافع عن السيادة، هذه الكلمة التي تضمن شرعية الدولة، هذه الكلمة التي كتبها وأعلى من شأنها رجالات دولة وفكر وضمير، هؤلاء الأساتذة والمعلّمين القدوة الذين زادوه علماً ومناقبيّة ومهنيّة وتواضعاً، وعلّموه معنى الوفاء عندما وقفوا في الحفل أمام الجمهور لمناقشة كتاباته، فأعلوا من شأنها. لا لانحدار الكلمة لتصبح نهجاً لتبرير السياسات الفاشلة، أو سلعة يمكن الحصول عليها عبر الذكاء الاصطناعي، أو لتشويه الحقائق، أو للتزلّف، أو للنيل من سمعة الآخر، أو للحملات المسيئة لأصدقاء لبنان، أو لتشويه الخطاب الديني وصولاً إلى خطاب الكراهيّة الذي هو سبب أساسيّ للحروب. إنّ تدجين الديمقراطية يحوّلها إلى ديكتاتورية ممنهجة'.
وشدد على أن 'حريّة الرأي هي أساس الكرامة الإنسانيّة، ولا قيمة لمواطن يعيش من دون كرامة، فتمرّسنا على الدفاع عن الحقوق في هذه النقابة العريقة وما رسالة المحاماة إلّا نضالٌ في سبيل حماية الحريات العامّة. لا شراكة في السيادة ولا شراكة في الكرامة ولا شراكة في العدالة. فلا كرامة من دون رأي حرّ ولا سيادة من دون كرامة، ولا لبنان من دون سيادة، ولا سيادة من دون جيش، من دون جيش لبنانيّ، ولا نظام من دون قضاء'.
وختم:'لا يمكن السكوت عن التنازل عن السيادة الداخلية والخارجية، فالسكوت ليس جبنٌ أو تآمرٌ بل هو جريمة امتناع لا تسقط بمرور زمن أنظمة الاحتلال والوصاية والاستقواء والمتاجرة والتنازلات'.











































































