في خطوة تهدف إلى تحديث المنظومة الاقتصادية والإحصائية في سوريا، عقد الفريق المختص بالنمذجة وبناء القدرات في هيئة التخطيط والإحصاء السورية، برئاسة الدكتور أنس سليم، اجتماعاً موسعاً مع خبراء من برنامج الأمم المتحدة الإنمائي (UNDP)، بمشاركة باحثين من كلية الاقتصاد بجامعة دمشق.

الاجتماع تناول سبل تطوير العمل الإحصائي في سوريا، وبحث آليات بناء نموذج اقتصادي جديد يستند إلى قاعدة بيانات وطنية شاملة تغطي مختلف القطاعات، بما يضمن الربط الفعّال بين المشاريع عبر المنصة الوطنية ونظام الرصد والتقييم.

وأكد الدكتور أنس سليم أن النموذج الاقتصادي المزمع تطويره هو جزء من منظومة متكاملة تهدف إلى تحسين التخطيط الاستراتيجي، وتعزيز الشفافية في إدارة الموارد، مشيراً إلى أن الهيئة تعمل على تأسيس بنية معلوماتية متقدمة تكون مرجعية لصناع القرار.

من جانبه، شدد الدكتور توفيق الراجحي، خبير برنامج UNDP، على أهمية استخدام أدوات علمية دقيقة في إدارة الأزمات الاقتصادية، خاصة في ظل مرحلة إعادة الإعمار التي تمر بها سوريا، مؤكداً أن النمذجة الاقتصادية تمثل أداة حيوية لفهم الواقع وتوجيه السياسات العامة وفقاً للوكالة السورية للأنباء 'سانا'.

الدكتور علي كنعان، عميد كلية الاقتصاد بجامعة دمشق، أشار إلى أن المرحلة المقبلة تتطلب توفير البنية التحتية التقنية واللوجستية اللازمة لبناء نموذج اقتصادي يعكس تطلعات السوريين، موضحاً أن غياب النمذجة في السابق كان نتيجة لتشتت السياسات وغياب الإرادة المؤسسية.

ويأتي هذا الاجتماع ضمن سلسلة لقاءات تهدف إلى تعزيز التعاون بين هيئة التخطيط والإحصاء وبرنامج الأمم المتحدة الإنمائي، من أجل بناء أدوات تخطيطية حديثة تدعم التنمية المستدامة وتواكب التحديات الاقتصادية والاجتماعية في سوريا.