رامي مسعود - قال صانع المحتوى عمار إبراهيم، المتخصص في تجربة وتصوير الأطعمة، خلال لقائه مع منصة «رام الله مكس»، إن فن تصوير الطعام لم يعد مجرد توثيق بصري للوجبات، بل أصبح أحد العناصر الأساسية في إيصال التجربة الكاملة للمشاهد، معتبرًا أن الصورة اليوم أصبحت “المذاق الأول” الذي يحدد انطباع الجمهور قبل أن يتذوق الطعام بنفسه.

وأوضح إبراهيم أن صانع المحتوى في هذا المجال لا يكتفي بتقديم لقطات جذابة، بل يسعى إلى نقل إحساس المشهد بكل تفاصيله، من ملمس الأطعمة وألوانها إلى البخار الخارج من الأطباق الساخنة، مشيرًا إلى أن “الهدف من تصوير الطعام هو أن تجعل المشاهد يشعر بالجوع من خلال الصورة وحدها”.

وأضاف أن التصوير الاحترافي لا يعتمد فقط على الكاميرات أو الإضاءة، بل على الفهم الجيد للزوايا، ودرجات الألوان، والانسجام بين الإضاءة والمذاق البصري، مؤكدًا أن المصور الناجح هو من يعرف كيف يجعل المشاهد يتذوق الطعام بعينيه قبل فمه.

وبيّن أن تصوير الأطعمة يختلف عن أي نوع آخر من التصوير، لأنه يجمع بين الحس الفني والمعرفة الدقيقة بتفاصيل المأكولات، موضحًا أن “الواقعية في الصورة أهم من الجمال الزائف، لأن الجمهور أصبح أكثر وعيًا، ويمكنه التفريق بين اللقطة الحقيقية والمصطنعة بسهولة”.

وأشار عمار إبراهيم إلى أن التنافس الكبير في مجال المراجعات الغذائية جعل التصوير أداة رئيسية للتميّز، إذ أصبحت اللقطة الجيدة تُعتبر جزءًا من التقييم، وليست مجرد مكمّل له. كما أوضح أن “كل طبق يحمل قصة، وعلى صانع المحتوى أن يوصل هذه القصة بعدسته بطريقة تحترم ذوق المشاهد وتُبرز هوية المكان”.

وأكد أن الصورة أصبحت اليوم وسيلة دعائية فعالة للمطاعم والمشاريع الصغيرة، أكثر من أي إعلان تقليدي، لأن المشاهد يثق بالتجربة الواقعية أكثر من الحملات التسويقية. وقال: “كل مرة ألتقط فيها صورة أو فيديو لطعام، أفكر كيف أقدّم التجربة بصدق، لا كيف أجعلها مثالية”.

وفي ختام حديثه مع «رام الله مكس»، شدّد عمار إبراهيم على أن الجمع بين المهارة التقنية والذوق الفني هو ما يميّز صانع المحتوى الحقيقي في هذا المجال، مضيفًا أن “الصورة التي تُلتقط بشغف وصدق تظل في ذاكرة الجمهور أكثر من أي مشهد مصطنع أو مكرر”.

ويُذكر أن مجال تصوير ومراجعة الأطعمة يشهد توسعًا سريعًا في المنطقة العربية، مع تزايد اهتمام الجمهور بالمحتوى الواقعي الذي يجمع بين الجمال البصري والمصداقية في نقل التجارب الغذائية اليومية.