اخبار لبنان
موقع كل يوم -جريدة الأنباء
نشر بتاريخ: ٢٤ تشرين الثاني ٢٠٢٥
بيروت ـ عامر زين الدين
أثارت «كزدورة» رئيس الحزب «التقدمي الاشتراكي» السابق وليد جنبلاط على كورنيش المنارة قبالة البحر في بيروت، تفاعلا كبيرا على منصات التطبيقات الإعلامية والتواصل الاجتماعي وسواها.
جنبلاط المعروف عنه اختياره اللحظة المناسبة بعناية، وبراعته في بعث الرسائل وتمرير المواقف وخلق المناخات الملائمة، مستعينا أخيرا برمزية التمتع بالطبيعة قبالة البحر، ومعه رفيقة دربه زوجته السيدة نورا، حيث سارا لمسافة طويلة وسط العشرات من رواد الطبيعة وهواة المشي والرياضة، من دون مرافقة ولا خصوصيات أمنية.
الأمر عادي جدا بالنسبة اليه، حيث كان يختار الحضور إلى مجلس النواب قبل تركه منصبه مشيا على الأقدام من منزله في كليمنصو إلى ساحة النجمة لمسافة تتعدى زمنيا 15 دقيقة، أو الجلوس لوقت طويل يقرأ كتابا قبالة البحر عند شاطئ عين المريسة، وأخيرا زيارته برفقة زوجته أيضا جامعة روح القدس في الكسليك بمفردهما.
الجبل ورحلات الطبيعة والاطلاع على الاعمال الزراعية والبيئية والمشاريع المختلفة التي تهم المجتمع الشوفي، عدا الزيارات الخاصة البعيدة من الاعلام.. أمور عادية جدا اعتاد القيام بها منذ تسلمه مقاليد القيادة وفي عز القلق الأمني على حياته، لكن في بيروت المسألة تتعدى الطبيعة نحو السياسة.
الزعيم الدرزي الأبرز، الذي استبق الشتاء المنتظر والمنخفض الجوي، بما يحملانه من عناصر الطقس ومتساقطاته، قال ما يجب قوله تأييدا لمواقف رئيس الجمهورية العماد جوزف عون «الاستقلالية»، انطلاقا من «التصور الواضح الذي وضعه لتحرير الجنوب وسيادة الدولة وحصرية السلاح..».
لا ينفي مصدر في الحزب التقدمي الاشتراكي لـ «الأنباء» أن الرجل يؤشر في ذلك إلى ارتياح داخلي، خصوصا لخطاب رئيس الدولة وقائد الجيش العماد رودولف هيكل في المرحلة الراهنة التي تحفل بالضغوط السياسية والعسكرية على مؤسستيهما. وقد عبر جنبلاط عن ذلك بأكثر من موقف وخصوصا عشية عيد الاستقلال، مشيدا بإطلاق عون لمواقفه من الجنوب تحديدا (ثكنة بنوا بركات في صور)، بما يعني ذلك من رمزية.
دفاتر جنبلاط مليئة بذاكرة لا تعرف معنى الانكسار أمام العواصف، أقصاها الانحناء كي تمر بسلام و«حفظ الرأس في صراعات الامم»، وعدم التورط بمواقف قد تلقى الخيبات، خصوصا بمثل الفترة الراهنة وأداء الحكم «غير المتزن» الحاصل للمنطقة.
وعليه، يرى جنبلاط ـ بحسب مصدر «اشتراكي» ـ ان «المستقبل مقلق جدا، جراء ما يمكن ان تقوم به إسرائيل. واغتيال الضاحية الجنوبية لبيروت (رئيس الاركان هيثم الطبطبائي) أخيرا، خير دليل على ما يمكن ان يفاجئ به العدو اللبنانيين».
وقوف جنبلاط إلى جانب القيادة الأولى اليوم، ليس له ما يفسره، سوى المرحلة الدقيقة التي تعصف بلبنان والمنطقة، والتي تؤشر لها يوميا عناصر القوة العسكرية للجيش الإسرائيلي، ومن تكرار الاغتيالات شبه اليومية لقيادات وعناصر «حزب الله»، إلى استباحة الأجواء اللبنانية بالطائرات المسيرة، ورفع الجدران العازلة وسط مناطق جنوبية، وحراك الآليات العسكرية على التخوم الممتدة من القرى الحدودية الغربية، مرورا بالجنوبية في شبعا وكفرشوبا، ووصولا إلى السلسلة الشرقية وعلى سفوح «جبل الشيخ» والمواقف الاعلامية والحربية التهديدية.
اغتيال الضاحية، الذي يأتي قبل أيام معدودة على مرور سنة على اتفاق وقف الأعمال العدائية بين لبنان وإسرائيل، وبعد 48 ساعة من مبادرة الرئيس عون الأخيرة، يؤشر ذلك عند «الاشتراكي» إلى الأخطار المتعاظمة، ونذير احتماليات عمليات عسكرية بأهداف ودوافع مختلفة، يبثها الإعلام الحربي الإسرائيلي.
كل ذلك، يستدعي حسب المصدر «الاشتراكي»، إظهار أقصى التضامن الداخلي، والوقوف خلف رأس الدولة بما تطرحه، والقيادة العسكرية لتنفيذ المهام المنوطة بها، لتمرير المرحلة بأقل قدر من الخسائر، وتجنيب لبنان حربا جديدة، لم تتوقف مآسيها أصلا، وقد ذاق الجميع مرارتها.











































































