بيت لحم 2000 -أوضحت الصيدلانية عبير الطويل، مديرة قسم الصيدلة في مستشفى الكريتاس للأطفال، خلال اللقاء، أن منظمة الصحة العالمية خصصت هذا الأسبوع نظراً للتهديد العالمي المتفاقم الناتج عن الاستخدام الخاطئ والمفرط للمضادات الحيوية، مشيرةً إلى تقرير أممي يتوقع أن تتسبب مقاومة المضادات الحيوية بوفاة 10 ملايين شخص سنوياً بحلول عام 2050، لتصبح السبب الأول للوفاة عالمياً إذا لم تُتخذ إجراءات جادة للحد من انتشارها.

وقالت الطويل في حديث خلال برنامج 'يوم جديد' مع الزميلة سارة رزق، الذي يبث عبر أثير راديو 'بيت لحم 2000': إن أبرز أسباب انتشار مقاومة المضادات الحيوية في المجتمع الفلسطيني تعود إلى ممارسات خاطئة، أبرزها:

شراء المضادات الحيوية دون وصفة طبية،

استخدام بقايا أدوية سابقة،

عدم استكمال الجرعات الموصوفة،

تبادل الدواء بين العائلات أو الاعتماد على نصائح غير مختصة،

إلى جانب الاستخدام الواسع للمضادات الحيوية في الماشية والأسماك، وهو ما يسهم في نقل المقاومة من الحيوان إلى الإنسان.

وأشارت إلى أن مدى التزام المواطنين بالتعليمات يتفاوت، إلا أن الطواقم الطبية تبذل جهوداً كبيرة لنشر الوعي، من خلال المحاضرات والإرشادات المستمرة للأهالي، خصوصاً للأمهات، حول كيفية التعامل الصحيح مع المضادات الحيوية، وطرق حفظها وإعطائها للأطفال.

وتابعت الطويل بأن مستشفى الكريتاس ينفذ حملات توعية دورية ضمن لجنة الدواء، تعمل على مراجعة كل حالة طبية للتأكد من مدى الحاجة الفعلية للمضاد الحيوي، وذلك بالتعاون بين الصيادلة والأطباء، وبناءً على الفحص السريري والفحوصات المخبرية والصور الإشعاعية إن لزم الأمر.

كما أكدت أهمية دور الصيادلة في توعية الأمهات بخصوص طرق تخزين الأدوية، مشددةً على أن مدة الصلاحية بعد حل الدواء تختلف من نوع لآخر، وقد تتراوح بين خمسة أيام وشهر واحد، وأن أي دواء يتجاوز المدة الموصى بها يفقد ثباتيته ولا يجوز استخدامه.

وفي ما يتعلق بالحد من صرف المضادات الحيوية دون وصفة، أوضحت أن هناك جهوداً من وزارة الصحة ونقابة الصيادلة لعقد مؤتمرات وتعميم تعليمات موجهة للصيادلة، إلا أن تطبيق قانون يمنع صرف المضادات دون وصفة ما يزال قيد النقاش ولم يُقر بشكل كامل حتى الآن.

وقدمت الطويل مجموعة من النصائح للمواطنين للحفاظ على فعالية المضادات الحيوية للأجيال القادمة، أهمها:

الالتزام الكامل بجرعات الدواء والمواعيد المحددة،

عدم أخذ جرعتين متقاربتين في حال نسيان إحداها،

إبلاغ الصيدلي أو الطبيب بأي حساسية دوائية،

إخبار مقدم الرعاية الصحية بالأدوية المزمنة لتجنب التعارضات،

والامتناع تماماً عن استخدام أو مشاركة المضادات الحيوية دون استشارة طبية.

وفي ختام اللقاء، شددت الطويل على أن الأم هي خط الدفاع الأول في حماية طفلها من الممارسات الخاطئة، مؤكدة ضرورة توجيه أي حالة مرضية إلى الطبيب لتشخيصها بشكل صحيح قبل اللجوء إلى المضادات الحيوية.

المزيد من التفاصيل في المقطع الصوتي أدناه: