في ظل تصاعد الانتهاكات الإسرائيلية واستمرار الاجتياحات المتكررة، أطلقت جمعية الإغاثة الزراعية بالشراكة مع عدد من الجمعيات المحلية حملة 'صمود'، والتي تهدف إلى دعم النازحين والمتضررين في مخيمات شمال الضفة الغربية، خاصة مخيم طولكرم، مخيم نور شمس، مخيم جنين، ومخيم الفارعة.

وقال الدكتور عاهد زنابي، مدير جمعية الإغاثة الزراعية في طولكرم وأحد القائمين على الحملة، في حديث خاص لـ'رايــة'، إن الحملة جاءت لتوحيد الجهود الإغاثية بعدما كانت المبادرات السابقة تتم بشكل منفصل.

وأضاف أن الجمعيات المشاركة مثل جمعية جدائل للثقافة والإبداع، مركز المرأة التنموي الفلسطيني، اتحاد النقابات الجديدة، الحملة الشعبية لمواجهة الجدار، وغيرها، قررت العمل بشكل مشترك لضمان وصول المساعدات بأسرع وقت ممكن للمتضررين.

وأوضح زنابي أن الاحتلال الإسرائيلي هدم أكثر من 60 منزلاً في المخيمات، إلى جانب تدمير مساحات زراعية واسعة، وفرض قيود اقتصادية مشددة، وإغلاق المحلات التجارية، مما تسبب في انهيار اقتصادي خاصة في طولكرم.

وأضاف أن العمالة الفلسطينية في الداخل المحتل توقفت تمامًا، مما أدى إلى ارتفاع معدلات البطالة وتفاقم الأزمة المعيشية.

وأشار إلى أن حملة 'صمود' عملت على تقديم المساعدات الأساسية للنازحين، حيث تم توزيع المئات من البطانيات، الفرشات، الحليب، الفوط الصحية، ومواد غذائية، إلى جانب توفير المياه وخزانات المياه لمخيمات النازحين.

وأكد أن الحملة حظيت بدعم وتبرعات من داخل فلسطين وخارجها، بما في ذلك حركة النساء الديمقراطيات في الداخل المحتل، التي زارت المخيمات وقدمت مساعدات عينية.

وأضاف زنابي أن الحملة لم تقتصر على تقديم المساعدات فقط، بل أطلقت أيضًا مناشدات للجهات الرسمية من أجل اتخاذ إجراءات عاجلة لدعم النازحين والمتضررين. وأوضح أن المطالب شملت:

- إعفاء العائلات النازحة من دفع فواتير الكهرباء، وضمان تزويدهم بالطاقة من قبل البلديات.

- تأجيل سداد القروض المصرفية والشيكات المرتجعة دون فرض فوائد إضافية.

- إعفاء المواطنين والتجار من الضرائب خلال الأزمة، نظرًا لحالة الركود الاقتصادي التي تعيشها المنطقة.

وأكد أن هناك تجاوبًا من اللجنة التنفيذية لمنظمة التحرير الفلسطينية، حيث تم تشكيل لجنة من عدة وزارات لمتابعة هذه القضايا، ومن المتوقع عقد لقاء قريب بين ممثلي الحملة والمسؤولين المعنيين.

وختم زنابي حديثه بالتأكيد على أهمية استمرار الدعم والإغاثة، قائلًا: 'ما نقوم به ليس مجرد تقديم مساعدات، بل هو واجب إنساني ووطني لتعزيز صمود أبناء شعبنا في هذه الظروف الصعبة'.