لايف ستايل
موقع كل يوم -موقع رائج
نشر بتاريخ: ٦ تموز ٢٠٢٥
واصلت دولة الإمارات ترسيخ مكانتها كمركز عالمي رائد في مجال الذكاء الاصطناعي خلال النصف الأول من عام 2025، مدفوعة برؤية استشرافية واستثمارات استراتيجية ضخمة، ومبادرات حكومية سبّاقة تهدف إلى تسريع التحول الرقمي وتعزيز القدرات التكنولوجية في مختلف القطاعات الحيوية.
'جي 42' تقود التحول
برزت مجموعة 'جي 42' كمحرك رئيسي لهذا الزخم، من خلال مشاريعها الطموحة وشراكاتها الدولية، حيث أطلقت مشروع 'ستارغيت الإمارات' ومجمع الذكاء الاصطناعي الإماراتي الأميركي بسعة 5 جيجاواط في أبوظبي، بالتعاون مع شركات عالمية مثل 'OpenAI' و'Oracle' و'NVIDIA' و'Cisco' و'SoftBank'، لترسيخ موقع الدولة كمركز عالمي للذكاء الاصطناعي المسؤول، مدعوماً بحوكمة محلية وبنية تحتية فائقة الأداء.
وأكد بينغ شياو، الرئيس التنفيذي للمجموعة، أن رؤية 'شبكة الذكاء' تهدف إلى إتاحة قدرات الذكاء الاصطناعي بشكل موثوق وآمن، من خلال ربط مراكز البيانات والبنى السحابية والنماذج الذكية في شبكة سيادية مرنة، تتيح للدول والمؤسسات استخدام الذكاء الاصطناعي وفق احتياجاتها الوطنية.
وشهدت 'جي 42' توسعًا ملحوظًا خلال النصف الأول من العام، مع افتتاح مكاتب جديدة في أوروبا والولايات المتحدة، وتعزيز شراكاتها مع Microsoft وOpenAI وAMD وiGenius، إلى جانب مشاريع بنية تحتية في فرنسا وإيطاليا، ما يعزز دور الإمارات كجسر موثوق بين التكنولوجيا المتقدمة والأسواق الناشئة.
كما أطلقت المجموعة إطارًا خاصًا بسلامة الذكاء الاصطناعي المتقدم، يُستخدم حاليًا كمرجع تنظيمي من قبل جهات رقابية وشركاء دوليين، في خطوة تؤكد التزامها بتطوير ذكاء اصطناعي مسؤول عالميًا.
بنية تحتية وسيادة رقمية
من جهته، أوضح حسن النقبي، الرئيس التنفيذي لشركة 'خزنة داتا سنتر'، أن الشركة تلعب دورًا محوريًا في تشغيل مراكز بيانات عالية الأداء داخل الدولة، مشيرًا إلى تدشين أول منشأة دولية في تركيا بقدرة 100 ميغاواط تعتمد على الطاقة الشمسية والتبريد المستدام.
دارسة: موظفو الإمارات يتفوقون على الأوروبيين سيبرانيا
كما تخطط الشركة لإطلاق مواقع جديدة في السعودية ومصر وكينيا وفرنسا وإيطاليا، دعمًا لجهود 'جي 42' في نشر شبكة الذكاء عالميًا.
أما كيريل إيفنتوف، الرئيس التنفيذي لشركة 'كور42'، فأشار إلى توقيع اتفاقية تعاون مع دائرة التمكين الحكومي في أبوظبي ومايكروسوفت، لتأسيس أول سحابة عامة سيادية تدعم أكثر من 11 مليون تفاعل يومي، تمهيدًا لتحول حكومة أبوظبي إلى أول حكومة في العالم تعتمد كليًا على الذكاء الاصطناعي بحلول عام 2027.
وفي قطاع الرعاية الصحية، أكد ديميتريس مولافاسليس، الرئيس التنفيذي لشركة 'M42'، أن الشركة تواصل دفع جهود الدولة نحو الطب الدقيق، من خلال دمج الذكاء الاصطناعي مع علم الجينوم وتحليل التباينات الجينية، لتسريع اكتشاف الأدوية وتطويرها، وتعزيز مكانة الإمارات مركزًا عالميًا للابتكار في علوم الحياة. كما تعمل الشركة على تطوير نماذج متخصصة مثل النموذج اللغوي السريري 'Med42'.
حكومة أبوظبي تطلق إستراتيجية رقمية طموحة
وكانت حكومة أبوظبي قد أطلقت في مطلع العام الجاري، 'إستراتيجية الحكومة الرقمية 2025–2027' بميزانية بلغت 13 مليار درهم، بهدف تحقيق الريادة العالمية في مجال الحكومة المعتمدة على الذكاء الاصطناعي، من خلال أتمتة الخدمات بالكامل، ضمن برنامج 'الذكاء الاصطناعي للجميع'.
وتضمنت الإستراتيجية تدريب وتأهيل المواطنين على استخدامات الذكاء الاصطناعي، وتطبيق أكثر من 200 حل مبتكر في مختلف الخدمات الحكومية.
وفي أبريل الماضي، دشنت حكومة الإمارات منظومة تشريعية ذكية متكاملة، هي الأولى من نوعها عالميًا، تهدف إلى تسريع دورة إصدار التشريعات بنسبة تصل إلى 70%، مع الحفاظ على الهوية التشريعية الإماراتية.
أما في الجانب التعليمي، فقد أطلقت جامعة محمد بن زايد للذكاء الاصطناعي أول برنامج بكالوريوس في المنطقة، كما اعتمدت الحكومة منهجًا جديدًا لمادة 'الذكاء الاصطناعي' في جميع مراحل التعليم الحكومي، من رياض الأطفال وحتى الصف الثاني عشر، في خطوة تهدف إلى إعداد جيل إماراتي وعربي متمكن علميًا وتقنيًا.
الإمارات تعتمد الذكاء الاصطناعي عضوا استشاريا بمجلس الوزراء