اخبار فلسطين
موقع كل يوم -وكالة سوا الإخبارية
نشر بتاريخ: ٣٠ أيلول ٢٠٢٥
من المتوقع أن يصل الليلة أو صباح يوم غد، الأربعاء الأول من أكتوبر 2025، أكبر أسطول الصمود العالمي ، سواحل مدينة غزة ، محمّلا بنحو خمسين سفينة تقل أكثر من 500 ناشط من أكثر من 45 دولة، في محاولة لكسر الحصار الإسرائيلي المستمر وسط حرب الإبادة المتواصلة.
وتستعدّ البحرية الإسرائيلية لاعتراض أسطول الصمود العالمي وسط تحذيرات من احتمال وقوع مواجهة عنيفة وتداعيات سياسية ودولية واسعة، حيث يرافق الأسطول سفنٌ حربية تابعة لعدة دول أوروبية، بينها إيطاليا وإسبانيا واليونان وتركيا، ليس بهدف مواجهة القوات الإسرائيلية، بل لتقديم العون للناشطين عند الحاجة.
وأبحر أسطول الصمود العالمي ، من برشلونة نهاية آب/ أغسطس الماضي، محملا بمساعدات إنسانية ومستلزمات طبية. ويضم اتحاد أسطول الحرية، وحركة غزة العالمية، وقافلة الصمود، ومنظمة 'صمود نوسانتارا' الماليزية.
وأرسلت تركيا طائرتين مسيّرتين لتوثيق مجريات الإبحار، فيما قامت سفينة تركية أمس بإخلاء أربعة ناشطين بعد أن بدأ قاربهم بالغرق، بحسب التقرير، وأعلن المنظمون عبر منصاتهم أن الأسطول بات على بُعد نحو 370 كيلومترا فقط من غزة، مؤكدين: 'نحن مُصرّون على تحقيق أهداف الأسطول.. كسر الحصار و فتح ممر بحري'.
وقالت هيئة أسطول الصمود المغربي، وهو أحد المكونات المشاركة، إن 'قرابة 50 سفينة متواجدة الآن في المنطقة البرتقالية، أي قبل المنطقة الحمراء التي عادة ما يعترض فيها الكيان الصهيوني أساطيل كسر الحصار'.
وبحسب المنظمين، يضم الأسطول 532 مشاركا من 45 دولة، فيما أكدت الأمم المتحدة أن أي اعتداء عليه 'أمر لا يمكن قبوله'، ودعت منظمات دولية، بينها 'العفو الدولية'، إلى حمايته.
وأشارت تقارير إسرائيلية إلى أن أكثر من 50 سفينة اقتربت من سواحل غزة، وأن تل أبيب تواصل استعداداتها لاعتراضها.
وذكرت صحيفة 'هآرتس' أن الأجهزة الأمنية الإسرائيلية أجرت، بدعم من المستوى السياسي، اتصالات مع بحريات الدول التي أوفدت سفنًا لمرافقة أسطول الصمود، في محاولة 'لاستيضاح نواياها وترتيب قواعد السلوك في البحر'.
ووفق الصحيفة، قبل الجيش الإسرائيلي التوضيح الذي قدّمته تلك الدول بشأن عدم نيتها الاشتباك معه، لكنه 'يخشى من وقوع احتكاكٍ عنيف أثناء عملية السيطرة على الأسطول قد يفضي إلى تصعيد ومساس بصورة إسرائيل دوليا'.
وحذّرت جهات أمنية إسرائيلية من أنّ الحدث 'ذو احتمال عالٍ للمساس بمكانة إسرائيل في العالم'، داعية إلى إنهائه عبر تفاهمات سياسية، غير أن مصادر في الجيش انتقدت 'غياب الجهد السياسي الكافي لمنع المواجهة'.
وأشارت 'هآرتس' إلى أن مقترحات طُرحت بالسماح للسفن بالرسو في قبرص أو اليونان، أو تمرير المساعدات عبر مصر أو الأردن، لكن 'جميع المقترحات رُفضت' من قبل منظمي الأسطول.
وأفاد ناشطون بأن رسائل نُقلت إلى حكومات دولهم تُرجّح أن يتدخّل الجيش الإسرائيلي لاعتراض الموكب عند بلوغه مسافة تُقارب مئة ميل بحري من شواطئ غزة.
وتأتي هذه الترتيبات في أعقاب هجومين استهدفا زوارق ضمن الأسطول خلال الأيام الماضية، ما دفع إيطاليا وإسبانيا واليونان وتركيا إلى إرسال سفنٍ لمرافقته.
من الناحية العملاتية، يعتزم الجيش الإسرائيلي الدفع بعناصر الكوماندوز البحري لاقتحام سفن أسطول الصمود ، وفي حال التصعيد ستتدخل قوات احتياط بينها وحدات نخبوية في الشرطة. وإذا تمت السيطرة على السفن، ستُقتاد إلى ميناء أسدود حيث سيُعتقل الناشطون وتبدأ إجراءات ترحيلهم.
وأكد الصحافي الإيطالي ألساندرو مانتوفاني المرافق للأسطول أن 'الناشطين لن ينتهجوا العنف، جميع من على متن السفن خضعوا لتدريب على المقاومة غير العنيفة وسيتجنبون المواجهات'.
وتحدث مشاركون على متن سفينة 'سبكتر' عن التزامهم بالثبات السلمي، معتبرين أن أي محاولة لمصادرة حمولتهم 'جريمة دولية'، ومؤكدين أنهم سيلجؤون إلى المحكمة الجنائية الدولية أو إلى الإضراب عن الطعام في حال اعتقالهم.
وقال الناشط الفرنسي-الأميركي فرانك رومونو (73 عاما)، إنهم وضعوا 'بروتوكولا مختلفا' لمواجهة أي هجمات، موضحا: 'نحن مستعدون لأي نوع من المواجهة: سواء اعتراض أو هجوم مسيّر أو تقليدي'، لكنه شدد على أن استراتيجيتهم تبقى 'عدم الاستفزاز'.
من جهته، قال الشاب الأسترالي أبو بكر ريفيك (24 عاما): 'نحن لا نحمل أي أسلحة ولا نعتزم ارتكاب أي فعل غير قانوني، على العكس من إسرائيل التي تملك سجلا طويلا في انتهاك القانون الدولي'.