مع اقتراب فصل الصيف وارتفاع درجات الحرارة، تلوح في الأفق أزمة مائية خانقة تهدد سكان مدينة الحسكة وريفها، نتيجة التراجع الخطير في منسوب مياه منطقة الحمة، التي تُعد المصدر الرئيسي لمياه الشرب في المنطقة.

وتقع منطقة الحمة، التي تضم 58 منهلًا مائيًا، على بعد 13 كيلومتراً من مدينة الحسكة. وتشير المعلومات الواردة من أصحاب المناهل إلى أن نحو 30 منهلًا شهدت انخفاضًا كبيرًا في ضغط المياه، في حين جف بعضها بالكامل. ويؤكد أحد أصحاب المناهل المتضررين أن بعض النقاط التي كانت تضخ المياه بضغط يصل إلى 3 إنشات، أصبحت بالكاد تضخ إنشاً واحداً، فيما تقتصر ساعات التشغيل في بعض المواقع على ساعة إلى ساعتين فقط في اليوم.

ويأتي هذا التراجع في وقت حرج، حيث زاد الاعتماد على مناهل الحمة بعد توقف ضخ مياه نهر الفرات إلى أحياء عديدة داخل مدينة الحسكة. ويُعزى السبب الأساسي للأزمة إلى موجات الجفاف المستمرة، في ظل غياب أي معلومات حديثة عن وضع آبار مشروع علوك، التي كانت سابقًا تسد جزءاً كبيراً من احتياجات السكان…….

أهالي المنطقة وأصحاب المناهل طالبوا الجهات المعنية بالتحرك العاجل وتقديم حلول إسعافية، تتمثل في منح تراخيص لحفر آبار جديدة تعوض النقص الحاصل، إلى جانب وضع خطة طويلة الأمد لضمان الأمن المائي للمنطقة في مواجهة التغيرات المناخية والجفاف المستمر.

وتبقى الحسكة اليوم في مواجهة مباشرة مع العطش، بانتظار خطوات حاسمة تنقذ سكانها من شبح أزمة إنسانية جديدة.

الحسكة ــ حجي المسواط