اخبار سوريا
موقع كل يوم -الوكالة العربية السورية للأنباء
نشر بتاريخ: ١٦ تموز ٢٠٢٥
حلب-سانا
صابون الغار الحلبي، الأقدم من نوعه في العالم، والذي يتسم برائحته العطرية المميزة وفوائده الصحية والجمالية، كان محور المحاضرة التي نظمتها دائرة التراث اللامادي في مديرية الثقافة بحلب.
وجاءت المحاضرة التي استضافتها صالة تشرين في حي السبيل مساء أمس، في إطار استحضار التراث العريق وحماية الحرف التقليدية، حيث تناولت تاريخ وصناعة صابون الغار الحلبي.
حلب رائدة في صناعة الصابون بمنطقة حوض المتوسط
المحاضرة التي ألقاها الباحث في التراث الدكتور محمد خواتمي، استعرضت الجذور التاريخية للصابون، بدءاً من استخدام الحضارات القديمة كالفراعنة والرومان للرماد والصلصال في التنظيف، مروراً بتطوير صناعته على يد الكيميائيين العرب، مثل عز الدين الجلدكي في القرن الثامن الهجري، والذي خفف تأثير الصودا الكاوية.
وأكد خواتمي أن حلب كانت رائدة في صناعة الصابون في حوض المتوسط بفضل توفر زيت الزيتون ونبات الشنان (المصدر القلوي)، مشيراً إلى وجود أكثر من 40 مصبنة تاريخية فيها كانت تُصدر إلى مئات الوجهات عالمياً.
أسرار الصناعة
تطرقت المحاضرة إلى أسرار صناعة الصابون، موضحة أن زيت الزيتون وخاصة زيت 'المطراف'، هو العمود الفقري للصابون الحلبي الأصلي، مع إبراز دور مصبنة الزنابيلي العريقة.
وفصّل خواتمي مراحل الإنتاج التسع، التي تشمل الخلط والطبخ (حيث تُحدد جودة الصابون بالتوازن الدقيق بين الزيت وماءات الصوديوم)، ثم التبريد والتشكيل والتقطيع والتجفيف الشمسي لشهور، انتهاءً بالختم.
وتم التأكيد على عوامل الجودة الفارقة، وهي: نقاوة الزيوت، مدة الطبخ، طول فترة التجفيف الطبيعي، خلو المنتج من الإضافات الكيميائية، ونسبة زيت الغار (الذي تزداد قيمته العلاجية كلما ارتفعت).
وتضمنت الفعالية التي حضرها مدير الثقافة أحمد العبسي، ومهتمون بالتراث الحرفي، ورشتي عمل: الأولى قدمها الدكتور خواتمي بطريقة 'الباردة' عبر إعادة تدوير زيت القلي، والثانية نفذها أحمد عكش المتخصص في تجارة الصابون بالطريقة 'الساخنة' التقليدية باستخدام زيت الزيتون والغار، ما أظهر أهمية مرحلة الطبخ.
واختتمت المحاضرة بالتأكيد على أن صابون الغار الحلبي إرث ثقافي يتطلب دعم الحرفيين الأصليين، ومحاربة التقليد، كونه رمزاً لهوية حلب العريقة وكنزاً من التراث اللامادي السوري.