اخبار سلطنة عُمان
موقع كل يوم -ار تي عربي
نشر بتاريخ: ١٦ تموز ٢٠٢٥
تمكّن علماء من حلّ لغز خط قديم من شبه الجزيرة العربية، بعد أن فكّوا شيفرة نقوش غامضة نُقشت على صخور في عُمان واليمن قبل نحو 2400 عام.
وقد يغيّر هذا الاكتشاف نظرتنا إلى تاريخ المنطقة، إذ ظلت كتابة الدوفار، التي عُثر عليها في محافظة ظفار العُمانية والمهرة اليمنية وجزيرة سقطرى، طيّ الغموض لفترة طويلة، واعتقد البعض أنها تعود إلى قبائل أسطورية ورد ذكرها في القرآن الكريم.
وتمكّن أحمد الجلّاد، أستاذ اللغويات في جامعة أوهايو الأمريكية، من إثبات أن أحد أنماط هذه الكتابة يمثل أبجدية ذات تسلسل رموز واضح، إذ اكتشف في أحد النقوش 26 علامة فريدة تشبه حروف الأبجدية الحديثة، وقد سمحت مقارنتها بأنظمة الكتابة العربية القديمة، مثل خط المسند، بربط الرموز بأصوات، وتبيّن أن النقوش كُتبت بلغة 'الدوفار' القريبة من لهجات سكان عُمان قبل الإسلام.
وأكد أحمد الجلّاد نجاحه في فك رموز النمط الفرعي الأساسي للكتابة الدوفارية، مشيرا إلى أن هذه النقوش تعود لقبيلة 'عاد' المفقودة، وهي القبيلة العربية التي ورد ذكرها في القرآن الكريم.
من جهته، يرى جوليانو كاستانيا، اللغوي في جامعة بكين التربوية، أن بحث الجلّاد قد 'يُدرج فصلا جديدا بالكامل في كتاب تاريخ الجزيرة العربية'.
وقد بدأت دراسة الكتابة الدوفارية عام 1900، عندما أشار إليها عالما آثار بريطانيان في كتاب عن جنوب شبه الجزيرة العربية. وفي تسعينيات القرن العشرين، أعاد عالما النقوش علي مَحَش الشحري وجيرالدين كينغ إحياء الاهتمام بها، حيث وثّقا بدقة عددًا من النقوش داخل إحدى مغارات ظفار. ورغم عدم تمكنهما من فك شيفرتها، فقد نجحا في تصنيفها إلى نمطين فرعيين منفصلين.
ويُرجح أن هذه الكتابة نشأت في شمال شبه الجزيرة العربية، ثم انتشرت تدريجيا نحو الجنوب.
وتتضمن إحدى العبارات المفككة اسم الإله 'سومحو'، مما يعزز فرضية أن مدينة 'سومهورام' القديمة سُمِّيت تيمُّنا به.
لكن، لماذا نُقشت هذه الأحرف الأبجدية على الصخور؟
يرجح العلماء أن الغرض كان تعليميا، لتمكين الأطفال من تعلُّم الحروف، حيث تُظهر بعض النقوش مجموعات منفصلة من الأحرف، قد تمثل ما يشبه 'أنشودة أبجدية' قديمة.
وتشير فرضية أخرى إلى طقوس رمزية كان يُعتقد أنها تُبعد الأرواح الشريرة.
ويعلّق عالم النقوش مايكل ماكدونالد من جامعة أكسفورد:
'هذا إنجاز كبير، فنحن الآن قادرون على دراسة لغة كانت مجهولة سابقا، وفهم أفضل لكيفية انتشار الكتابة في أرجاء الجزيرة العربية.'
المصدر: Naukatv.ru