اخبار سوريا
موقع كل يوم -تلفزيون سوريا
نشر بتاريخ: ٢٨ تموز ٢٠٢٤
كررت الخارجية الإيرانية التأكيد على نفي مسؤولية حزب الله عن القصف الذي استهدف قرية مجدل شمس في الجولان السوري المحتل والذي راح ضحيته 12 شخصاً، في حين يشدد جيش الاحتلال الإسرائيلي على مسؤولية الحزب بل حدد اسم القيادي المسؤول عن القصف، ما يثير مخاوف حقيقية من اندلاع حرب شاملة محتملة منذ أشهر بين حزب الله وإسرائيل.
نفى حزب الله مسؤوليته ببيان رسمي وأبلغ الأمم المتحدة أن حادث مجدل شمس سببه سقوط صاروخ اعتراضي إسرائيلي، لكن هذا النفي لا يبدو كافياً لوقف اللهجة التصعيدية الإسرائيلية والاصطفاف الأميركي الواضح والسريع، ولذلك فإن قصف القرية السورية المحتلة قد تكون الشرارة لحرب شاملة لا يمكن التنبؤ بمدى اتساعها.
أبرز التصريحات بعد قصف مجدل شمس
وليد جنبلاط: نحذر من محاولات العدو الإسرائيلي إشعال الفتن وتفتيت المنطقة ... استهداف المدنيين مرفوض ومدان في فلسطين والجولان المحتل وجنوب لبنان ... نحن بالمرصاد للعدو إلى جانب المقاومة والمقاومين الذين يواجهون إجرام الاحتلال
الرئيس الروحي للطائفة الدرزية في إسرائيل موفق طريف: تلقينا ببالغ الأسى والغضب العارم، أنباء وقوع المجزرة الإرهابية البشعة بحق أطفال مجدل شمس الجولانية، الذين مضوا ضحايا وشهداء أبرياء، على يد من يقدسون الموت والقتل بدل الحياة
موفق طريف: أدعو كافة أبناء الطائفة الدرزية في كل مكان، إلى تحكيم العقل وعدم الانجرار وراء المتناقل عبر وسائل التواصل الاجتماعي
طريف: نحن نعيش في دولة ذات قانون وسيادة، ونحملها أمانة ومسؤولية الحفاظ على الأمن العام وعلى حياة وسلامة المواطنين. للحديث بقية والله على الظالمين المعتدين
مجدل شمس.. 85% من السكان متمسكون بالهوية السورية
مجدل شمس هي إحدى القرى السورية الواقعة في مرتفعات الجولان التي تحتلها إسرائيل منذ حرب 1967، في حين تقدر الإحصائيات عدد السوريين المهجرين والنازحين من الجولان بنصف مليون شخص.
تُعتبر مجدل شمس أكبر قرية درزية في الجولان، ويعيش فيها حوالي 11,458 نسمة معظمهم من الطائفة الدرزية، بحسب مكتب الإحصاء المركزي الإسرائيلي.
وفي الأراضي المحتلة بالجولان 4 مدن وقرى درزية سورية تُعد مجدل شمس أكبرها، وهي: عين قينيا، مسعدة، وبقعاثا.
منذ احتلال الجولان، عانى سكان مجدل شمس من التحديات العديدة. بعد الحرب، تم فصل القرية عن بقية سوريا، مما أدى إلى انقسام العديد من العائلات وقطع الروابط الاقتصادية والاجتماعية مع سوريا. ومع ذلك، حافظ السكان على علاقاتهم الوثيقة مع سوريا من خلال التجمعات على الحدود للتحدث مع أقاربهم عبر مكبرات الصوت، حيث يُعرف هذا المكان باسم 'تل الصياح'.
وفقًا للقانون الدولي، يعتبر الجولان أرضاً محتلة ويخضع لأحكام اتفاقيات جنيف، التي تحظر على الدولة المحتلة ترحيل سكان الأرض المحتلة أو ضم الأراضي بالقوة. على الرغم من الموقف الدولي الواضح، أعلن ترامب في 2019 اعتراف الولايات المتحدة بسيادة إسرائيل على مرتفعات الجولان، وهو موقف قوبل بإدانة واسعة من قبل المجتمع الدولي، بما في ذلك الأمم المتحدة، التي أكدت أن وضع الجولان لم يتغير وأنه يبقى أرضاً سورية محتلة.
كانت مجدل شمس تُدار تحت حكم المحافظة العسكرية الإسرائيلية، لحين عام 1981 عندما صادق الكنيست على قانون مرتفعات الجولان، الذي قضى بدمج المنطقة في نظام المجالس المحلية الإسرائيلي، ما أدى فعلياً إلى ضمها، ولم تلتفت إسرائيل إلى قرار مجلس الأمن 497، الذي أعلن أن ضم الجولان 'لاغٍ وباطل وليس له أثر قانوني دولي'.
أصدرت إسرائيل قانوناً يعرض الجنسية الإسرائيلية على السكان الدروز في المنطقة. إلا أن معظم السكان رفضوا قبول الجنسية الإسرائيلية وفضلوا الاحتفاظ بوضعية الإقامة الدائمة التي تمنحهم بعض الحقوق دون الاعتراف الكامل بهم كمواطنين إسرائيليين.
الإقامة الدائمة تعني أنهم يمكنهم العيش والعمل في إسرائيل، لكنهم لا يحصلون على جواز سفر إسرائيلي ولا يحق لهم التصويت في الانتخابات الوطنية. ومع ذلك، يمكنهم الحصول على وثيقة سفر إسرائيلية تُعرف بـ'لاسيه باسيه' للتنقل خارج البلاد، وفي هذه الوثيقة لا تعترف إسرائيل بجنسيتهم السورية، ويتم تعريفهم في السجلات الإسرائيلية على أنهم 'سكان مرتفعات الجولان'.
كما يمكن أن يفقد سكان الجولان وضعية الإقامة الدائمة إذا غادروا البلاد لفترات طويلة أو حصلوا على جنسية أخرى. في السنوات الأخيرة، ومع تصاعد الحرب في سوريا، زادت معدلات طلب الجنسية الإسرائيلية لكنها بقيت متدنية جداً، وحتى العام 2018 بلغت نسبة الحاصلين على الجنسية الإسرائيلية من سكان الجولان 20% فقط.
وبحسب 'مرصد الجولان'، ترتبط الهوية السياسية لسوريي الجولان، وموضوع الجنسية، بشكل وثيق مع قرار الضمّ وما ترتب عليه لاحقاً، وما تزال تشكل محوراً مركزياً على أجندة تمتين قبضة الاحتلال على الجولان، أرضاً وموارداً وسكًاناً. كما أن النتائج المنظورة والمترتبة على التجنس بالجنسية الإسرائيلية، كالخدمة العسكرية في جيش الاحتلال وفي مؤسساته الأمنيّة، وسياسات إعادة تشكيل الهوية الثقافية والسياسية لأبناء الجولان، تظل تؤرق الأهالي وتفاقم مخاوفهم على مستقبل أبنائهم.
وأظهرت انتخابات للمجالس المحليّة في قرى الجولان التي فرضتها سلطات الاحتلال عام 2018 الصورة الواقعية للتحولات التي طرأت على نسب التجنُّس:
في الانتخابات المحلية عام 2018، لم يصوت سوى 272 شخصاً في مجدل شمس، التي يبلغ عدد سكانها نحو 12 ألف نسمة، وهذه الإحصائيات مؤشر واضح على رفض سكان الجولاني الاعتراف بشرعية الحكم الإسرائيلي.
ويقول المرصد إنه خلال العقدين الأخيرين تعاظمت تحولات بنيوية عامة داخل المجتمع الجولاني؛ تتصل بالاندماج في المنظومة الاقتصادية الاستعمارية وارتباط شبكات المصالح الفردية والجمعية بها، واتساع نطاق تطبيقات القوانين المدنية، إلى درجة تلاشي الفروقات بين الجولان، كمنطقة محتلة، وبين باقي المناطق الواقعة ضمن دولة الاحتلال، وتعزيز صلاحيات السلطات المحلية التي تجاوزت مجال الخدمات والبنى التحتية إلى محاولة الاستحواذ على التمثيل السياسي لعموم أهالي الجولان، في ظل تراجع الخطاب الوطني وتقدم الخطاب الهوياتي الطائفيّ، وتحولات أخرى.
الموقف من الثورة السورية
يعكس انقسام موقف سكان الجولان المحتل من الثورة السورية تعقيدات الهوية والانتماء والتحديات السياسية والاجتماعية التي تواجههم في ظل الاحتلال، فالبعض أظهر تأييداً كاملاً للنظام السوري في حين شهدت مجدل شمس وغيرها من قرى الجولان احتجاجات وتضامناً مع الثورة السورية.
يدّعي مؤيدو النظام السوري بأنه يجب الدفاع عنه بوصفه الضامن للاستقرار والحفاظ على وحدة سوريا ضد التدخلات الخارجية، في حين يرى مناصرو الثورة السورية أن الثورة عرّت موقف النظام من الجولان وإسرائيل وأن ثورة السوريين مشابهة لموقف سكان الجولان المحتل في رفض سياسات طمس الهوية.
في عام 2015، هاجم عدد من سكان مجدل شمس سيارتي إسعاف عسكرية إسرائيلية كانتا تقلان عنصرين من فصائل المعارضة دخلا لتلقي العلاج لعدم وجود مستشفيات ميدانية في القنيطرة، وقتل أحد هذين العنصرين في الهجوم على سيارتي الإسعاف.
وأوضحت مصادر محلية من المجتمعات الأربعة في الجولان المحتل لموقع تلفزيون سوريا إن نسب المؤيدين للنظام السوري تراجعت بعد اندلاع انتفاضة السويداء.