اخبار سوريا
موقع كل يوم -الفرات
نشر بتاريخ: ١٥ تشرين الأول ٢٠٢٥
مراسل الفرات :
في مشهد يعكس عمق الأزمة التربوية التي تعاني منها المنطقة الشرقية، تتحول فصول مدارس منطقة 'العشارة' في محافظة دير الزور إلى مساحات خانقة ينتظر فيها أكثر من 120 طالباً فرصة للتعلم، بينما تغيب أبسط مقومات العملية التعليمية في ظل عجز رسمي عن معالجة الأوضاع المتفاقمة، وهذه تفاصيل الأزمة:
الاكتظاظ غير المسبوق
أفادت مصادر ميدانية من داخل المدارس بأن عدد الطلاب في الصف الواحد في العديد من مدارس 'العشارة' مثل 'مدرسة العشارة الابتدائية' يتجاوز حاجز الـ 120 طالباً، هذا الاكتظاظ يحول الفصول إلى بيئة غير صالحة للتعلم، حيث يعجز الطالب عن رؤية السبورة أو سماع المعلم، فيما تتعذر تهوئة الغرف المكتظة ما يهدد صحة الطلاب الجسدية والنفسية.
الغياب الجماعي للطلاب
نتيجة لهذه الظروف القاسية وعدم جدوى الحضور شهدت المدارس موجة غياب جماعي للطلاب، حيث أفاد أولياء أمور أن معظم الطلاب لم يداوموا بالمدارس بسبب انعدام الفائدة التعليمية والخوف على أبنائهم من الأجواء غير الصحية ، وهو ما يهدد بزيادة معدلات التسرب من التعليم ويوسع الفجوة التعليمية لأطفال المنطقة.
أزمة الكوادر التعليمية .. المعلمون الوكلاء
في قلب هذه الأزمة تقف معاناة المعلمين الوكلاء الذين يحملون عبء التدريس في ظل ظروف صعبة دون توظيف دائم أو أمن وظيفي، هؤلاء المعلمون الذين من المفترض أن يكونوا الحل المؤقت أصبحوا عمود العملية التعليمية بينما هم أنفسهم في انتظار التعيين الذي طال انتظاره، ما يؤثر سلباً على استقرارهم النفسي والمادي وبالتالي على أدائهم داخل الحجرة الصفية.
صمت رسمي وحلول غائبة
على الرغم من وضوح حجم الكارثة التربوية، يبدو أن الحلول ما زالت غائبة عن المعنيين في القطاع التربوي ولم تصدر أي بيانات رسمية واضحة توضح خطة عاجلة لمعالجة هذه الأوضاع، سواء من خلال بناء مدارس جديدة أو توفير كادر تعليمي دائم أو تقسيم الفصول إلى فترات تخفف من حدة الاكتظاظ.
شهادات من الميدان
أحد المعلمين الوكلاء الذي فضل عدم ذكر اسمه: 'نعمل في ظروف مستحيلة، كيف يمكن لمعلم واحد أن يسيطر على فصل بهذا العدد الهائل؟ نحن نقدم رسالة نبيلة ولكننا نشعر بالإحباط وعدم التقدير، ونطالب الجهات المعنية بالإسراع في تعييننا لنتمكن من العطاء بأمان'.
ولي أمر طالب: 'ابني يذهب إلى المدرسة ليعود محملاً بالأتربة والضجر دون أن يتعلم شيئاً، لم يعد الأمر مقبولا،ً نحن نخشى على مستقبل أبنائنا من الضياع'.
الخاتمة والدعوة للعمل
تمثل الأزمة في مدارس 'العشارة' جرس إنذار عاجل يهدد مستقبل جيل كامل، وهي تستدعي تحركاً فورياً وغير تقليدي من قبل مديرية التربية في دير الزور والجهات المعنية على المستويين المحلي والمركزي، فبناء الجيل لا يحتمل الانتظار وحلول أزمات التعليم يجب أن تكون على رأس سلم الأولويات لضمان مستقبل أفضل لأطفال المنطقة الشرقية.