اخبار سوريا
موقع كل يوم -الوكالة العربية السورية للأنباء
نشر بتاريخ: ٢٩ تموز ٢٠٢٥
دمشق-سانا
جمع ملتقى الكتاب السوربين في يومه الثاني عصارة فكر وإبداع نخبة من المثقفين في الأدب والفكر، حيث رصدوا بنتاجاتهم واقع سوريا قبل وخلال الثورة، والتطلعات نحو تعزيز الحرية والعدالة والمساواة.
الملتقى الذي تنظمه وزارة الثقافة بالتعاون مع اتحاد الكتاب العرب في المكتبة الوطنية بدمشق، تضمن أمسيتين شعرية وقصصية وندوتين فكريتين بحضور وزير الثقافة محمد ياسين الصالح، وجمهور رسمي وحضورٍ ثقافي لافت.
الشعر يجابه الكراهية
الأمسية التي شارك فيها الشاعران محمد قاقا وتمام طعمة، حملت قصائدها وجع الوطن وآلام الحرب على الناس وأحلام إعادة البناء.
الشاعر قاقا أوضح في تصريح لـ سانا، أن قصائده استقت مضامينها من الحزن والوجع السوري، لنقل الصوت الحقيقي للمعاناة التي عاشها الشعب.
مواقع التواصل وحساباتها لا تشبهنا
ورأى قاقا، أن المطلوب من الثقافة الوقوف بوجه خطاب الكراهية المنتشر على وسائل التواصل والذي لا يشبهنا، وهو بحسب رأيه لا يُعالج إلا بإلغاء الفتنة من منبعها، ومهمة الشعراء نشر المحبة.
تضحيات السوريين في سبيل الحرية
أما الشاعر تمام طعمة، فأوضح أن مشاركته تضمنت قصيدتين عن سوريا وتضحيات السوريين في سبيل الحرية، مؤكداً أن الواقع يفرض أن تكون القصائد قريبة من هموم الناس، وتعكس فرحة النصر وتطلعاتهم نحو إعادة الإعمار.
مواجهة الكراهية مهمة مجتمعية متكاملة
وأكد طعمة أن دور الأدب في مواجهة خطاب الكراهية لا يُختزل في الشعر وحده، بل هو مهمة مجتمعية متكاملة، تبدأ من المدارس ولا تنتهي عند الجامعات والمؤسسات الثقافية، فالثقافة بدون مشروع توحيدي ليست ذات قيمة.
اللغة كهوية والانتماء كرسالة
وقدم الدكتور محمد بهجت قبيسي، أستاذ التاريخ القديم، محاضرة حملت عنوان قراءة في أسماء المدن والقرى السورية والعربية، تناولت أصول التسميات من دمشق ومراكش ومكناس، لتأكيد وحدة الهوية العربية في وجه دعوات الانقسام والتشظي.
سوريا عربية منذ قدم التاريخ
وقال قبيسي لـ سانا: إن الهوية اللغوية مفتاح لفهم الواقع وإن اللغات الأوغاريتية، الأكادية، البابلية والآشورية ليست غريبة عنا، بل هي امتداد للعربية، وأسماء المدن تشهد على ذلك، داعياً إلى التركيز على القواسم المشتركة بين السوريين الموجودة من خلال هذه الأسماء والتسميات، واللغة هي جزء من هذا الكشف، فكل ما نحتاجه هو عقل.
دور اللغة في مواجهة خطاب الكراهية
وقال قبيسي: لا مكان للكراهية مع المنطق، نحن نعرض الحقائق، ومن لديه فطرة سليمة سيتوحد تلقائياً مع محيطه، اللغة هي روح الأرض، وهي أساس الانتماء.
دور الثقافة في صناعة السياسة
في المحاضرة التي جاءت بعنوان الكاتب والسلطة، تحدث الدكتور أحمد محمد علي، عن ارتباط الكاتب والسلطة بمسائل تتعلق بإعادة إنتاج العلاقة بين المثقف والسلطة، ودور الثقافة في صناعة الدور السياسي، ومدى تأثير المفكرين في السردية السورية التي كتبت أثناء الثورة، في ظل فساد
السلطة في عهد النظام البائد.
وأكد علي، أن لا ثورة تقوم في العالم دون وجود للمثقف المتحدي والمعارض والمستتر والمهاجم والمدافع، الذي يعتمد على الرمزية في نقل المعاناة المولدة للإبداع في نقل الأحداث.
المثقف السوري وعلاقته بالسلطة
كما أشار الدكتور أحمد جاسم الحسين، إلى العلاقة بين المثقف والسلطة قبل الثورة السورية وبعدها، حيث انعدمت الحرية، فكان الكاتب يتحمل مسؤولية أقواله عندما يكون مباشراً في التعبير، إما بالسجن أو الهروب خارج البلاد ليعبر عن مكنوناته، أو كان يلجأ لطرق غير مباشرة من خلال تبطين الكلام، والاستعارة والتورية.
وطالب الحسين المثقف، بأن يتحلى بالمسؤولية من خلال التعالي على الجراح، وأن يلم شمل السوريين وينقد ليبني المجتمع.
الغزو الفكري في أدب الطفل المصور
في المحاضرة التي حملت عنوان 'الغزو الفكري في أدب الطفل المصور'، أكد الدكتور أحمد نتوف، أن الأطفال العرب متلقٍ سلبي ولقمة سائغة لغزو فكري كبير، عبر رسائل موجهة من برامج الأطفال ومسلسلات الكرتون، البعيدة عن الأخلاق والعادات، وتنفذ ما تتطلبه القنوات الفضائية.
وحذر نتوف من مخاطر المسلسلات الأجنبية الموجهة للأطفال، والتي نجد فيها مشاهد لقتلٍ مترافق برمز ديني أو صوت الآذان، وأخرى عارية، وثالثة لاأخلاقية، ومشاهد تُمرر فيها رموز السحر والشعوذة، مشيراً إلى أن دمية باربي وما تمثله من قيم غربية دفعنا لاختراع شخصية دمية فلة.
وأكد نتوف، أن هناك استهدافاً ضخماً لعقول الأطفال بغية تغيير العادات والسلوكيات، وهزيمتهم نفسياً وتحويلهم لمجرد أرقام تستهلك لا تبادر، كما تعج الأعمال المخصصة للطفل بتشويهٍ مقصود لصورة العربي والمسلم، واستدراجه عاطفياً نحو عالم مختلف عن واقعه، قائم على الربح المادي وبعيد عن الروحيات والقيم، ووضع العنف كحل للمشاكل، بينما الإنتاج المحلي للطفل لايوازي غزارة الأجنبي.
أمسية قصصية من صميم المجتمع وذكريات الثورة
الأمسية القصصية بدأت مع القاص الروائي والمسرحي محمد الحفري، الذي لامس إحدى قضايا الزواج بقصة (ليس غروراً ..مشوار الطريق)، فالنجوى ترافق مشوار الفتاة المغرورة بجمالها الفائق، إلى أن تستيقظ لتجد نفسها وحيدة، وقد خطّ العمر علاماته على وجهها.
أما الروائي والقاص أيمن الحسن، فألقى مجموعة قصصية صغيرة عبقت بحب الوطن والقيم الأخلاقية والوطنية ووصف المظاهرات، إذ تراوحت عناوينها مابين 'الشام' التي باتت صورتها في كل شيء، وحديقة السلام في'على بعد حرب'، وصورة ضابط المخابرات في'ميزان السلامة'، إضافةً إلى عناوين أخرى في الحب والوفاء والتضحية وألم الروح مثل'صماء'،'خاتم فيروز'،'ثلاث دمى'،'كتاب جديد' ليختتم بوصية الآباء لأبنائهم: (أترك لكم وطناً معافى يسير بكم نحو المستقبل بثقة).